كانت هنااك نجوم تضئ ليلا كل يوم ، كان القمر بدرا في ليلة تمامه ، كانت هناك اصوات ضحكات عاليه، عالية حيث لا شئ اعلى سوى تلك النجوم المضيئة ، كانت ايامنا سعيدة، كانت احلامنا بسيطة ، ومشاكلنا تافهة ، قبل ان تحمل "كان" كل هذا الالم
اطفأت الانوار ذات يوم ، اندثرت النجوم والقمر لم يعد يسطع بعد تلك الليلة .
كان كل شئ يعلن النهاية ..
الآن عالم آخر ، ذاكرة جديدة ربما .. الاشياء لم تعد تمتلك الهوية ذاتها ، ربما تمر اليوم مواقف كانت تضحكنا ولكنها اليوم باتت تبكينا .
ها أنا مرة أخرى ، اشعر انني لست بخير ، اشعر انني من كثرة محاولاتى للبقاء بخير اصبحت كمنشار صدأ من كثرة محاولته لقطع شجرة ,
وهذه الطريق عليها ان تنتهي ، اذكر انني عبرتها ذات يوم وانا ممسكة بيد أبى ، وسأعبرها اليوم بمفردى .
امشي وامشي ولكنها طريق مظلمة وتلك النجوم لم تعد تضئ وفى قلبى شئ يؤلمنى ، اشياء تؤلمنى ، وعلى اى حال لا اعلم، على اى منها بالتحديد ابكى .
اه كم تمنيت ان تكون قصص الاساطير حقيقة فعندما اتوه بمفردى فى وسط الطريق ، فجأة تخرج من الازهار فراشات مضيئة ترشدنى الطريق ، ولكن على ما يبدو لا يوجد اى ازهار فى هذه الطريق "..
اخبرني احدهم ذات يوم انه كانت بعض الاساطير تقول "كل الاشياء الجميلة خلقت لتكون اشياء جميلة فقط ، يحكى عنها الناس ولكن لااحد يراها ولا احد يستطيع ان يلمسها ، تماما كالاساطير . وان الاشياء لتكون جميلة تماما عليها ان تصل لمرحلة الكمال ، عندها تصبح جميلةوعليه فنحن لا نستطيع الوصول للاشياء الجميلة الا فى نهاية تلك الاشياء .. حتى الحزن حينما يكتمل يصبح جميلاً ."
ضحكت يومها وبسخرية قلت وكيف يكون الحزن جميلا !
اجابنى ” وهل يرقص الطائر المذبوح فرحاً ! ، بل يرقص من شدة الألم ، حين يموت وتتوقف اخر قدم كان يحركها تكون انتهت حياته وانتهت رقصته ايضا ، هكذا يكون الحزن الجميل ، يجعلنا نرقص من كثرة الالم،ونضحك على فجائعنا "..
اذاً انت اجمل احزاني ، يليق بحزنك ان يكون جميلا ولكن ، لا يليق به ان ينتهي ، يا حزني السعيد انتظرنى ، لأرقص رقصتي -كطائر مذبوح سأرقص من شدة الألم - انتظرنى لأنهي طقوس حزني ، انتظرني لينتهي هذا كله
يا حزنى الجميل ، انا اعبر الطريق اليوم بمفردى ، وتلك النجوم لم تعد تضئ ، او ربما سمائي اصبحت حزينة من اجلك ايضا ؟ اه كم تمنيت وجودك ، تعبر معي تلك الطريق حتي لو كانت مظلمة ، لن يهمنى ، يكفى ان تكون بجوارى ، تمسك يدي كما السابق وهذا سيفى بالامر كله " ..
حين اتمم عبور الطريق ، سأقف على الناصية الاخرى وانظر ورائى ، لخيبات آمال ، لاوهام ، لاحلام لم تكتمل ، ولاحلام لم يتحقق منها شئ ، لاشخاص كانو لحياتى ميثاق ولم اكن لهم سوى عائق ، ولأشخاص كانت كل امنياتهم ان يهدونى وردة وكنت انا لهم الشوك في هذه الوردة ، لشخص قال لي ذات يوم لا تبكى كى لا ادمر العالم ورحل ودمرنى العالم .. لكل هؤلاء سانظر اليهم بفخر ، بحب، فأنا الان اتممت طريقى ولولا وجودهم فيه لما اكتمل .
سأنظر لكل تلك الطرقات التى عبرتها بكل ما تحمله من ذئاب ، اشجار وكهوف ، وإلى مفترق كل تلك الطرق الذى كاد ان يزعزعني ، سانظر الى كل خطوة خطوتها وتركتها ولكنها تركت بداخلى اثرا لن يمحي ، -حتى نهاية الطريق- .
سيكون حينها طريق مكتمل ، وعلى اى حال فهو جميل .. " تصبح الاشياء جميلة عند وصولها لمرحلة الكمال " ، وعلى هامش بعض الاساطير فالاشياء الجميلة لا نراها ولكن حتما سنصل اليها فى نهايةالمطاف "وها انا فى نهاية هذا المطاف ..
سلام عليك انتظرنى ،ها انا ذا ، قد انهيت رقصتى وانهيت طقوسي .. واتممت طريقى اليك !.