مراقبة الألم من وراء الزجاج !
المراقبة عن بعد أختناق بمفهوم اخر وتعلم بطريقة جديدة ..
نشر في 30 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قالوا أن من راقب الناس مات هماًولكن انا ارقب الناس طويلا ولم أمت هماً بل كنت في كل يوم أتعلم شيئاً جديد لأنني ارقب الناس لكي أتعلم منهم كنت أطيل النظر في شيخا قد بلغ الستين من عمره وقد سقط حاجبيه على عينيه يجلس بهدوء تام وينظر ويتأمل ولسان حاله يقول يااااه أين تلك القوة التي كنت فيها ؟ أين التسلط والجبروت ؟ ذهب كل ذلك في طاحونة الزمان وتعلمت شيئا واحدا أن مضيء هذا الدهر بعد حين وموت من فيها ولو بعد حين وان هذه الحياة لن تبقى لنا وستصل إلى غيرنا ولو أنها بقيت لغيرنا لما وصلت لنا ...
راقبت الطفل الرضيع بصفاء لونه وبشاشة وجهه وبريق عينيه وعلمه القاصر وقلبه النابض وجدته لا يحمل هم ولا غم ولا حسدا ولا بغضا لا يعرف الكذب ولا النصب والاحتيال وتعلمت منه ان الله قد أودع في الانسان فطرة سليمه ورحاً طاهرة فكان الانسان هو من نجسها وخبثها فسعيت لأطهر قلبي قبل أن أطهر بدني ..
راقبت الشاب الفتي بقوته وماله وحسبه يحاول جاهدا أن يجمع أصدقائه لكي يكون معه في وقت الشدائد فبحثت عن صديقاً يدخل معي القبر فلم أجد إلا عملي فاستكثرت منه ..
راقبت التاجر فوجدته يجمع المال من حله وحرامه وانه جعل همه الوحيد جمع المال وحينها أدركت لماذا سمي الذهب ذهباً لأنه ذهب بعقول الناس وادركت حينها أيضا لماذا فرض الله الزكاة والصدقة أنما فرضها ليربي النفس البشرية على عدم التعلق بالدنيا وجمع ما هو ينفذ ولذلك تعلمت ان أخرج أكثر مما أبقي ...
راقبت شيخا قد بلغ التسعين يكلم نفسه و يبكي ويذكروا أحبابه وأحفاده الذين ماتوا قبله بسبب مرض معدي وجدته متعلقاً فيهم وقد هام في حبهم فتعلمت أنني مهما أحببت من شئت فأني مفارقه ..
كلامي هذا ليس دعوا لتجسس وأن تقحم نفسك فيما لا يعنيك أنما انا أخاطب عقولاً راقيه كلامي هذا دعوة لتأمل في كل شيء في هذا الوجود والنظر إليه ومن جانبه المشرق سُئل يوماً أبو ذر ما هي أحب الاشياء على قلبك قال: الجوع والمرض والموت ..لو نظرنا إلى كلام أبو ذر من نظرة سطحيه لوجدنه يحب أشياء كل الناس تستنفر منها وتستعيذ منها ولكن أبو ذر نظر إليه من جانبها المشرق فلما سُئل لما تحب هذه الاشياء قال : أنا إذا جعت رق قلبي وإذا مرضت خف ذنبي وإذا مت لقيت ربي ...قمة في الرقي في فهم مفهوم الحياة .
-
سعيد الشبليشاب& طموح.. يحاول التغير في نفسه قبل التغير في غيره... أطمح أن أكون حاضر في أمتي» وسطراً من سطور التاريخ..