ضيافة الشيطان ثلاثة أيام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ضيافة الشيطان ثلاثة أيام

في الانفتاح على الشّرّ

  نشر في 29 ديسمبر 2021  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

{ تنبيه: هذا النّصّ ملعون و سام و خبيث، وفيه من القذارة ما فيه.. ورغم أنه لا يخلو من استلهام من الواقع كما قد يبدو، إلّا أنّه لا يُنصح بقراءته من قِبَل الصّالحين، بل و يُنصح بالاحتفاظ به بعيدًاعن متناولهم.}



" تمتّع، تَمتّع يا صديقي ولا تَحكُم...

تَمتّع أَقول لكَ، لِتَترك لِلطّبيعة عنايةَ

قيادتكَ كما تشاء هي، ولتترك لِلأَبديّ

الاهتمام بمعاقبتك."

              ــ ماركيز دو ساد ــ

                                                                                  « Nature is Satan’s church. »

                                                                                          ــ Antichrist (2009) ــ


   كان الجوّ رائقًا وصافيًا رغم أشعة شمس ما بعد الزّوال تلك، التي كانت تطبخ على مَهل طبقات أدمغتنا الجلدية وتذيبها. وجميعا كنا مُتعبين من المسير على تلك الأرض المندوحة العَجفاء، التي تبعد عن قرية "آتسود" نواحي "تافيلالت" ما يناهز الكيلومترين تقريبا؛ لَمّا لَمحنا أمامنا أطلال تلك البنايات الحجرية المهجورة والمتآكلة.

ـــ قال "عبد الهادي" بصوتٍ فرح مقترحًا:

" أووه.. هذا مكان جيد لنستريحَ فيه، ونبيتَ أيضًا.. لِمَ لا؟ "

ـــ أجَبت:

" لَو لم تقُلها أنت أوّلًا لمَا سبقك إليها أحد أيها الشّحيم، فأنت أَوْلى منّا بالتّأفّف والتّذمّر والإرهاق؛ إذ تحمل ضعف ثقلنا إن لم يكن ثلاثة أضعافه... لا بدّ أنك قد أطحت ببعض الكيلوغرامات من الشحم والدهون.. أليس كذلك! "

ـــ " ها قد بدأتَ مرّة أخرى.. أرأيتَ! "

ـــ " لا عليكَ.. فالمكان جيّد حقا، كما أننا جميعًا نتفصّد عرقًا وَ مُرهقين."

قلتُ، ثم ربتُّ على كتفه مبتسمًا إليه.

ـــ " هيّا نتفحّص المكان.."

قال "حميد" وهو يَلحق بِ"َعَرُّوب" الذي سبقنا يُقلّب في الزوايا والأركان، كما لو كان يبحث عن شيء ما قد أضاعه مسبقا بعين المكان، من قبل أن نصل إليه.

كانت البنايات الحجرية رغم تآكلها وانهيار معظم أجزائها ما تزال تحوي بين هياكلها بعض الأعمدة والسقوف والجدران القائمة التي تصلح لأن ننصبَ خِيمنا بداخلها رغم تغبّرها وتشقُّقاتها. 

تدبّرنا المكان وقتًا.. ثمّ قررنا بتواطؤٍ صامت أن نلبث فيه إلى حين.

وهكذا، قضينا ما تبقّى من النهار في تنظيف وتهيئة مواقع نصب خيمنا، وفي تحضير الطّعام وفي الاستمتاع بالأكل والشُّرب والتّندّر.. أمّا ليلَتنا فَبِتناها هانِئةً رغم تواجد بعض الزواحف والحشرات المؤنسة غير الخطيرة ما خَلا البعوض الطّنّان المُزعج ذاك مصّاص الدّماء، ورغم اضطراب "عبد الهادي" الذي ظل متوجّسًا من حضور بعض الحَيّات، إلى أن طَمْأَنه "حميد"؛ أنّ أفاعي المنطقة هي من نوع غير سام، وأنّها كائنات خجولة بالأساس لا يمكن أن تهاجم المرء ما لم يمسّها أو تشعر بتهديده أوّلًا.


                             ************************************


   مَنحتنا اللّيلة الهانئة الرّغبة في تمديد مُقامنا إلى أن نُجدّد الطاقة والاستعداد الكافيين لاستئناف ترحالنا، تفقّدنا مؤونتنا فوجدنا ما يكفينا من الطعام والشراب لثلاثة أيام أخرى على هذا الرَّسْم، ثمّ أجمَعنا، هذه المرّة قولًا واضحًا، على أن نَعرُشَ بالمكان.

أمضينا اليوم الثاني في استكشاف المكان جيّدًا، نقلّب الحجارة المتفتِّتة، نحفر التّربة.. ونُمشّط المكان بحثًا عن شيء ما، لا نعرف ما هو، لكننا كنا نبحث عنه بجدّ ومثابرة كما لو كُنّا معتقدين تمامَ الاعتقاد بوجوده..

لم نجد شيئًا نهاية الأمر؛ فأخرج "عرّوب" بُخاخ الصّباغة الأزرق، وأخذ يرسم على الواجهات والجدران اللّامُنقضّة بعدُ أشكالًا هجينة و مختلفةً، تبدو للوهلة الأولى كما لو كانت أشكالا أمازيغية، ذات دلالات معلومة عند من يعرفون اللغة والثقافة الأمازيغية ويُدركونها. لكنّها عند التدقيق، وفي حقيقة الأمر لم تكن سوى أشكال هجينة مركّبة ومشوّهة اخْتلقها عقله المريض؛ أشكال هي أقرب إلى التّمائم ورسومات السَّحرة الأفارقة منها إلى رموز الأمازيغ.


                            **************************************


  .. وفي صباح اليوم الموالي بينما كنّا نجمع الأخشاب ونقطّع الخضار تأهّبًا لإشعال النار والطّبخ، إذا بسائحتين شقراوين تعبران المكان. لم تكونا جميلتين تمامًا، لكن لا بأس بهما؛ إحداهما كانت ترتدي لباسًا رياضيا متناسقًا، أزرق اللّون، وَ ضيّق السّروال بشكل يبرز مؤخّرتها الثّخينة مع تغضّناتها السُّفلى والجانبية بوضوح. أما الأخرى فكانت كَمْشة رَسْحاء ضامرة الجسد، ترتدي قميصًا أبيض وسروالًا قصيرًا جدّا من الجينز يبرز ساقيها وفخذيها الهزيلتين.

تَلقّفهما "حميد" أولًا ومن وَرائه "عبد الهادي" بإنجليزيتهما الَّلَثغاء لمدّة.. إلى أن اطمأنّتا إليهما، فجلسَتا إلينا تشاركاننا الجوّ والطعام.. علمنا فيما بعد أنهما سُويديتان في الخامسة والسادسة والعشرين من عمريهما. لكنهما لم تكونا من أصحاب المسافات الطّويلة والمغامرات؛ أدركت ذلك وأنا أتدبّر ملامحهما، شكلهما وتصرّفاتهما لأستقرئ شخصية كل واحدة منهما. لعلّهما كانتا تنزلان في محل ما في قرية "آتسود" السّياحية، وخرجَتا للتّنزه قليلا لا غير.

عَرضنا عليهما البقاء معنا ورفقتنا فأَبيَتا، ألحَحْنا عليهما الأمر لكنهما أصرَّتا على الذّهاب.. كانتا تهيّآن حقيبتَيْ ظهرهما للرّحيل حين بَادر "عبد الهادي" بصوت خفيضٍ مُوَسْوس:

ـــ " أُنظروا إلى ذلك "الزُّكّ"(*)الممتلئ.. آااح لو أمسكه ! آكلُه..

خسارةٌ أننا لن نصيب شيئا منه."

أردَف "حميد":

ـــ " وتلك التّغضُّنات أسفله.. مثل تلك الأَليات التي اعتدنا مشاهدتها في الفيديوهات، تلك المؤخّرات التي يُنفَقُ على العناية بها وتربيتها مقدار ما ينفقونه على تربية فرس أو ثور ولَرُبّما أكثر."

فكّرتُ في الأمر قليلًا بشيء من المتعة، ثم عرضتُ الأمر عليهما بوضوح:

ـــ " لِمَ لا نطلب منهما ذلك، أو .. نغتصبهما إذا رفضَتا؟ ! خصوصًا الممتلئة تلك، فإني أراها يانعةً عجيزَتها سلفًا، وإنّي لَأَخشى فَوات قطافها."

ـــ" آه... و لكن..."

ـــ " ولكن ماذا؟.. تشاركانِنَا طعامنا، ثم تمضيان.. فقط هكذا، كما لو كنا مسخّرِين لهما؛ كالأميرتَين !!؟ إنهما مجرّد جسدَيْن، ومن الجنس الأبيض فوق ذلك، لا تصلحان إلا لِلنّيك والاستمتاع.. جَوارٍ وقِيان وفروج وأدوات لذّة هنّ.. هذه هي طبيعتهما و ماهيتهما. ذكورهم أيضا ــ بالمناسبةــ كذلك، لا يصلحون إلّا لِأن يكونوا غلمانًا مُرْدًا، أو بيَادق مشاة في جيش ما، يتمّ التّدرُّع والتّضحية بهم..

وها نحن ذا، ها ها.. لم يتبقّ لنا سوى عَلم أسود ما، فَنؤسّس دولتنا الخاصة بنا كذلك، ونبدأ بشنّ الغارات والغزوات على الآخرين."

ـــ " أووه، دعنا من ذلك، إننا مجرّد رُحّل، لا أرض خاصة لنا، ولنا الأرض جميعا، نهيم في رِحابها كيَهود بني إسرائيل."

ـــ " أَوَلَيس من حقّنا الجنس، ونحن أبناء الأرض والطّبيعة من حقّنا كل شيء !؟..

سأذهبُ لِأَعرض عليهما الأمر."

قلتُ مزمعًا، ومضيتُ صوب السّائحتين، وقفتُ أمام ذات الرّدفين؛ ثم قلتُ وأنا أشير إلى "حميد" و"عبد الهادي" دون أية مقدّمات:

ـــ " إننا نريد مضاجعتكما.."

ـــ " ماذا؟؟ " - قالتِ المؤخّرة.

ـــ " كما سمعتِ."

ـــ " أَمَجنون أنتَ أم ماذا !؟ "

ـــ " لا. لكنّا نرغبُ حقا فيكُما."

ترَأْرَأَتْ عيناها في استغراب واستنكار، ثم حثّت صديقتَها الضّامرة بغضب:

ـــ " هيا بنا.. لِنُسرع.. إنهم مجرّد أنذال."

لكنّني لم أستطع صبرًا، وما إِن وَلَّتني ظهرها وهي ما تزال تحمل حقيبة ظهرها الثّقيلة في يدها، حتّى انقَضَضتُ عليها؛ أَحكمتُ ذِراعَيّ على عنقها بحركة الكَمّاشة تلك، ثمّ سقطتُ فوقها على الأرض، انهالَت علَيّ صاحبتها بحقيبتها الثّقيلة الأُخرى، لكن "عبد الهادي" و"حميد" تَكفّلا بها بسرعة؛ فأَمسكاها وجَرّاها إلى داخل الأطلال.

أَردتُ أن أَفعل مثلهما، لكني عجزتُ عن النّهوض.. شعرتُ بالّلذّة تَسري رُويدًا رويدًا شَديدة الحلاوة مع عمودي الفقري، وبِتصلُّب شهيٍّ في شَيئي؛ أَخذتُ أُعدّل وضعي فوقها واُزَحزحُ قضيبي شيئًا فشيئًا، حتى جعلتُه على نفس مستوى كتلتها اللّحمية الخلفية الثّخينة والدّافئة تلك مباشرةً. وإذ ذاك أحسَستُ بخَدَر لذيذ، فجعلتُ أَتحكّكُ به صعودًا ونزولًا على تلك الهضبات الّلحمية الشّهية إلى.. أن بَلّلْتُ سروالي فعَضَضتُ شحمة أذنها..

شعرتُ بها تكاد تختنقُ تحتي، فأَرخيتُ ذراعي قليلًا عن عنقها، ثم رفَعتُ نفسي وإيّاها بصعوبة بالغة من على الأرض، واقتدتُها إلى الدّاخل.

وهناك كانت ما تزال تحاول التّنفّس بقوّة وبعمق بين يدَيّ، حين جَرّها "حميد" بسرعة إليه، متذَمّرًا من تأخّري. رَأيتُ السّائحة الأُخرى تربضُ عاريةً على الأرض، مُسنَدة الظّهر إلى أحد الحيطان والدّم يسيل متدفّقًا من فمِها وأنفها..

قال "عبد الهادي" وهو يشير إليها بامتعاض:

ـــ " ليس فيها ما يُمكن فعله، يابسةٌ كعمود إنارة، بنت القحبة تلك."

ـــ " حسناً.. إِليكَ بالأُخرى."

قلتُ له، فالْتَفتَ مسرعًا إليها.


                       ************************************


   كان الفضول يتمَلَّكني لمعرفة كيف سنتصرّف معهما، فوقفتُ بجانب المدخَل، أَسْنَدتُ كتفي على الحائط، وَأخذتُ أتفرّج على المشهد:

كان "عرّوب" قد هيّأَ أداة الوشم خاصّته، فاتّجه صوب السّائحة النّحيفة، وشَرع يرسم على جَسدها أشكاله المُشوّهة تلك. لَطالَما بدَا لي هو أيضا صاحب عقل مُشوَّه، وغريبًا إلى حدّ بعيد.. لِمَ لَمْ تُثِرهُ جنسيا أو جسَديا أية واحدة منهما؟ من المحتمل أنه ــ ربما ــ كان يتَسلّى بأَعضائه خفيةً قبل أن يهيّئ أداته الواشمة، أو لعلّه كان يتلذّذُ بوضع أصبعه في ثقب مؤخّرته وهو يراقب المشهد من بعيد.. مَن يعلم؟ كلّ شيء ممكن.. فَرَغم أَنه ليس كَبقيّتنا إِلّا أَنّه بدَا لي مستمتعًا حقًّا بما يحدث ومُنخرطًا فيه.

كانت السّائحة ذاتُ الرّدفين تصرخُ وتسبّ، تزبد وتتضرّع تحت أيدي "عبد الهادي" و"حميد" اللَّذَين كانا يكيلان لها الصّفعات والشّتائم بدورهما، بينما يُجَرّدانها من ملابسها.. وَلَمّا عَرَّياها، مَدَّدَها "حميد" على الأَرض، في حين انتَضَى "عبد الهادي" ذَكَرَهُ على عَجَلٍ، وَ سَقط كالباطل عليها.

لم تَعُد السّائحة تُرى أَو يُسمع لها إِلّا أنين مكتومٌ مخنوق، وبعض التّأَوُّهات الواهنة؛ كان "عبد الهادي" يغطّيها بالكامل.. وَفجأةً تبدَّتْ ذِراع لها تحاول بِيَأْس وَبخَوَرٍ شديد دَفْعَ "عبد الهادي" عن جسدها، وهناك تدخّل "حميد":

ـــ " سَتقتلها أَيّها الفيل، ولن تَترك لنا شيئًا.. انهضْ نذُوق الحلوى معك نحن أيضًا.. هيا.."

أَخذ "حميد" يلحّ على "عبد الهادي" حتى نهض هذا الأخير عَلى مضَض مِن عَلَى السّائحة بوجه منقبض وممتعض مستعجلًا العودة إلى ما كان فيه. و بسُرعة أقنعه "حميد" بالاستلقاء على الأرض بعدَ أن أَفرشَ له ملابس السّائحة، حتى تستلقي هي فوقه، لِيُمسكها من وسط/ أسفل ظهرها، فَيَأتيها بذلك من الأمام و "حميد" من الخلف.. كان "عبد الهادي" لِيَقبل بأي شيء يُمكّنه من استئناف إيلاجه سريعًا مرّةً أخرى..

أخذ يخُور كالثّور نيكًا وهو يُمسك بإحكام، بكلتا يديه، عُنقَ السّائحة المسكينة التي كانت ما تزال تحاول التّضَرّع والاستجداء بدموعها المنهمرة وصرخاتها المكتومة رغم قبضته على حنجرتها.

أَدخَل "حميد" بدوره قضيبه في شرجها، ثمّ شَرعَ يُوَسّع، شيئًا فشيئًا، بأصابع يديه شقّ مؤخّرتها الرّيّانة؛ رُوَيدًا رُوَيْدًا.. بينَا هي تتَوجّع وتنشج نشيجاً حادّا بينهما.. كانت ترزَح تحت نير وطئِهما وهياجِهما..

أَخذَت الشّهوة والجَماحة تَتأَجّجان داخل "حميد" بفعل ارتفاع حِدّة الأنين والانتحاب والعَويل المَخنُوق الموازي لتوسيعاته، فاشتدّت توسيعاته واحْتَدَّ سُعاره وتفاقَم هَيَجانه إلى.. أن مَزَّقَ شَرجَ السّائحة في الأخير، ثم هَوى بعد ذلك على الأرض، تاركًا إياها والدّم وأشياء أخرى مختلطة وممتزجة، صلبة وسائلة تَتَسرّبُ من وسْعتِها، بين يدَي "عبد الهدي" الذي لم يكن قد اكتفى بعد منها، وما يزال ضَانًّا بها؛ يعصرها بشدّة إليه غير تاركٍ لها الفسحة حتى لِلتّأَلّم، بَلْهَ الحركة.

لم تكُن تضيره الدّماء ولا الدّموع ولا الأشياء الأخرى الصلبة والسائلة التي كانت تتَدفّق على فخذيه في شيء.. كل همّه أن ينال منها وينهَل من حوضها أقصى ما يستطيع، كما لو كان يُعَوّض نَفسَه من جسدها على كلّ تلك الأَجساد الرّيّانة والأرداف اللّذيذة والمؤخّرات السّمينة التي كان يشاهدها ويراها، يشتهيها فيتمَنّاها دون أن يستطيع الحصول عليها.. لم يكن لِيُفرّط في فرصة كهذه قَطّ.

بِدَوري تأثّرتُ بالمشهد.. فَلَم أستطِع صبرًا: قصدتُ السّائحة الضّامرة، كان " عرّوب" قَد انتهى من رسم أشكاله عليها، حتى وجهها لم يغفله، بل و قد رسَم على أجفانها المُسدَلة والمتعبة تلك عيونًا شبيهةً بِتلك الأعين الفرعونية القديمة، أو لعلّها أقربُ إلى تلك الدّوائر التي توجد على ظهر أجنحة بعض الفراشات الضعيفة لإيهام المفترسات وخِداعها.. لكنني لم أُخدَع.

تَدبّرتُ وجهها العليل المستسلم اليائس لبعض الوقت باختلاجات شَعواء ومضطرمة في داخلي.. ثمّ ما لَبثتُ أن أخرجتُ سكّين الجَيب خاصتي وَوَضعتها على عنقها، وبدون أن أَنبس بِبنت شفَة أخذتُ أَيري وَوضعته في فَمها؛ فهَمَمتُ أَنيكها بِبطء في البداية من هناك.. وما إن تمَلَّكَتني الشّهوة وَسَرَتِ الرّعشة في أحشائي حتى جعلتُ أزيد وأُضاعف من سرعة النّيك وحِدّته: أَدفع رأسها بسرعة وبعُنف باتّجاه قضيبي عند الإدخال، لأَجعله يرتطم بقوّة مع الحائط عند الإخراج..

لم تَكن تقدر على شيء سِوى البُكاء بصمت.. والبُكاء.. والبكاء.. كانت مُستنزَفة حقّا؛ فلَم تَكُ تَقوى حتى على الاسْتِرجَاء والتّضرّع كالأخرى. وكل ما كانت تسْطِيعه هو الاكتفاء بشيء من النّشيج بين الفينة والأخرى.

مَضَيتُ على حالي ذلك وقتًا.. إلى أن ناهزتُ القَذف، فغمَرني مَسٌّ منَ الجُنون؛ شَعرتُ كما لو أن المَنيّ يتَسرّبُ بِبطءٍ شديد ساخنا من أعلى عموديَ الفقري ويَسيل رُويدًا رويدًا إلى أسفل ظهري، فأخذتُ أطعنها بالسّكّين من حَرِّ ذلك.. أَثقب رَأسها، وَجهها، عينها و عنقها بطعنات عشوائية خاطفة، بينما أَدفعُ قضيبي بحدّة إلى أَقصى حلقها.. كان الأمر جنونيا البَتّة.. لكنّني لم أقذف.. أَو لَم أَشَأ أن أقذف بَعد.. تَركتُها فإذا هي تَتَردّى من بين يديّ خائرة القوى على الأرض..

رَفعتُها مَرّةً أخرى فوق بعض الأنقاض، ثمّ أَوْلَجتُه بهوَج، هذه المرّةَ في ضَيق دُبرها، وَجَعلتُ أنخض بنَشوة فائقة وحيوية عالية و هَيَجان شديد، جَسدها الهَشّ المستسلم، الذي كان لَيّنًا ورَخوًا جِدًّا كما لو قَد أُفرغَ من كُلّ إرادَةٍ أَو رُوح؛ شَرَع الدّم والغائط يندَلقان من مؤَخّرتها.. لكنني لم أَتَقزّز، بَل أَمعنتُ سقوطًا وتَمرُّغًا في حَمأَتها وَ تَلَطّخًا بأَدرانها إلى.. أن أَحسَستُ بالمَنيّ ينبجسُ عسيرًا، حادًّا و حارًّا من صلبي؛ فَطعنتُها - إذ ذاك- طعناتٍ أُخرى في ظهرها وخصرها، طعنات جعلَتها تَتَرَكَّل قليلًا من حَرّ الأَلم، ثُمّ تركتُها هامدةً لا تَتَحَرَّك وسَط أَوساخها، بعدَ أَن بَصقتُ عليها ونَظّفتُ شَيئي في جَسَدها.


                         **************************************


   لم يكُن لدينا الماء الكافي للاغتسال، فَقرّرنا المضيّ قُدمًا عَلّنا نجد ما نغتسل به أو فيه في الطّريق؛ نهرًا أو بئرًا أو سقايةً أو ما شابه ذلك..

كانتِ العَجزاء ما تزال ترقد عاريةً على الأرض وهي تنشج نشيجًا خفيضًا يُشبه الخُوار الأخير لبقرة برّية مُنهكة، تلفظ أنفاسها الأخيرة بين فَكّي أحد التّماسيح. لم تَعد مؤَخّرتها تثير بعدَ أن مَزّقها "حميد"؛ قبل الظّهيرة فقط كانت يانعة، أمّا الآن فقد تَمّ اقتطافها، أو بالأحرى انتزاعها..

أَمّا العَجفاء فَقد بَاتَتْ أنفاسها ثقيلة تطفحُ بالألَم واللَّوَث والانهيار.. كانت أقرب من صاحبتها إلى الوداع.

قال "عبد الهادي" ساخرًا وهو يشير إليها:

ـــ " ماتَتْ نيكًا.. هاهاه، أَلَم أَقل لك؛ إنها لا تصلح لشيء."

وَ رَغم أنّهما لم تلفظا أنفاسهما الأخيرة بعد، إلّا أنها كانت مسألة وقتٍ فقط؛ فقد بَدَتَا لنا منهكَتين وخاويتين تمامًا كَجُثّتين..

قَرَّرنا أن ندفنهما لِيَموتا بهدوء تحت التّراب وَ لِنَطمس معهما معالمَ فَعلتنا، و من ثَمّ نغيّر ملابسنا و نمضي في طريقنا.. لكنّ "عَرّوب" أَصَرّ علينا أن لا ندفنهما دفنًا خَرقًا سريعا نريد منه مجرّد التّخلّص منهما، بل أن ننوي دفنهما كَهَديٍ أو كَقربان يتذَكّرنا بهما المكان مع بقيّة الرّموز والأشكال؛ استغرَبنا جميعًا الأمر بدايةً.. لكنّنا لم نشَأْ معارضته أو مناقشته، فقد بَدا لنا في أقصى حالات الشّدَه، مرتعشا من فرط ما يختلجه من نشوَةٍ والتذاذ.. وَلَعلّه الوحيد بيننا الذي نَوَى دفنهما بنوع خاص من الخشوع والصّلاة.


                      ************************************


   كان الوقتُ أصيلًا متأخّرًا، ونحن على الطّريق المُترَبة، "عَرّوب" يتقدّمنا ببضع خطوات، ونحن نسير خلفه بتؤدة، نحمل حقائبنا التّرحالية ونُدخّن.. أَلقيتُ نظرةً وداعيةً خلفية على الأطلال، فتَبدَّت لي كَخرائب معبد سِرّي عتيق نَخَرَتهُ الطّبيعة بظروفها ولا اكتراثها.

قُلتُ و أنا أُمرِّرُ السّيجارة ل"حميد":

ـــ " هذه الرّحلة أفضل من رَحلات الأعوام السّابقة كُلّها.. أَلَيس كذلك؟"

أجاب "عبد الهادي":

ـــ " بلى، علينا حقا أن ننفتح على هكذا مغامرات.. صراحة،ً لم أكن أعتقد أنني قادر على مثل هذه الأشياء."

ثُمّ أَردفَ "حميد":

ـــ " وأنا أَيضا.. لكنّ الأمر مضى سَلِسًا وشيّقًا، لم أحسّ بأية صعوبة أو ضيق أو اعتراض.. وحتى الآن فإنّ اللّذّة ما تزال تَسرحُ بين دمائي و أَضلعي."

أَمّا أنا فَلطالما لَذّنِي الأمر، إذ كُلَّما اقترَفتُ شَرًّا مَهما كان بسيطًا، إلّا وَشعرتُ بعد ذلك بنوع من تبكيت الضّمير. لكنّ ذلك بالعكس لا يثقل علَي، فأنا لا أُريد أن أكون شخصًا صالحًا منافقًا وخنوعًا.. ولَعلّي أَجد لَذّةً دافئةً حزينة في شعور التّأنيب هذا، مِمّا جعلني أنظر إليه وكأنّه جائزتي من اقتراف ذلك العمل.

ليستِ المتعة فقط في اقتراف ذلك العمل الصّلف الشّرير في حدّ ذاته، وإنّما أيضًا في ذلك الشّعور الدّافئ الذي يخلف قيامي به؛ في شعورِ التّأنيب ذاك الذي يدفعني للتّفكير في ما اقتَرفتُه، لكن بِلَذّة وبدون ندَم عادة؛ لِأَنّه يتصَادم وَ لاَ رغبتي في أن أكون إنسانًا صالحًا مداهنًا، وبإقراري بأنّه هو الفعل الطّبيعي.- فَكّرتُ في داخلي.. ثمّ قلتُ بنوع من التّبرير:

ـــ " نحن يا أصدقاء مُجرّد رُحّل، نرتَحل على الأرض، وَ سَنرحل عنها لا محالة يومًا..

الأرضُ أَرضُ الجميع، وكُلّ شيء ملكٌ للجميع، أو بالأحرى للقادر عليه.. البَقاء للقادر على البقاء، لِمن يبقى؛ قويا كان أو صالحًا، ضعيفًا أو مداهنًا.. لا يهمّ، المهم هو القدرة على البقاء، والقدرة على الحصول.. لا قانون ولاهم يحزنون، أو وَ سَيَحزنون؛ فَلْيَحزَنوا."

خَيّم بعد ذلك على مسيرنا صمتٌ قصير؛ كان الأفق فيه برتقاليًا والشّمس تَتهيّأ للرّحيل، ثمّ ريحٌ شرقية أخذَت تهبّ باتّجاهنا مداعبةً وجوهَنا وأَبداننا... كُنتُ على وشك السّهو في خِضمّ كل ذلك لَولا أن سمعتُ صوتًا منشرحًا يقول:

ـــ " لا بُدّ أن نعاود الكَرّة إذا سنَحت لنا الفرصة مرّةً أُخرى.. لا بدّ لنا من مُعاودتها."

ـــ " لا شَكّ في ذلك." - أَكّدَ صوتٌ آخَر.

قبلَ أن يثبتَ "عَرّوب" بشَكل قاطع وقد صار معنا على نفس الخَطْو:

ـــ " حَتمًا يجب علينا ذلك.. حتمًا. فهذه هي الحياة، وهذا هو الإنسان.. هذا هو الإنسان".


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) الزّكّ: أي الكَفَل أو المؤخّرة بالدّارجة المغربية ( واستعملتُ "الزّكّ" لأن حروفها أقوى من الكَفَل أو العجيزة أو المؤخّرة.)



   نشر في 29 ديسمبر 2021  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا