نعرف بعضنا يا صديقي ... لدينا نفس الملامح التائهة... نحن أصحاب العيون الدامعة بكل جرأة .. نملك شجاعة الثبات علي تكرار المحاولة التي دائما نخسر فيها نعرفها جيداً محاولة النجاة أو بمعني أدق محاولة الحياة.

عرفنا بعضنا منذ اللحظة الاولى ...تبادلنا نظراتنا الحزينة ... وبعد حديث ليس بكثير تعاهدنا على تبادل قول شكراً واسف بدون أسباب.. فقط شكر واعتذار.

في مخيلتي نقول شكراً لأننا لم نجد من يقدرنا أو يعرف قيمتنا الحقيقية فنظل نشكر بعضنا كتعويض عما سبق من قلة تقدير، أما عن اعتذراتنا فنحن حقيقة نعتذر لأنفسنا نعتذر لها عن صدماتها في الآخرين عن سقف توقعاتنا العالي دائماً وبعدها نسقط من فوقه "لنا الله بعد هذا السقوط المتكرر".

كاذبين نحن يا صديقي ندعى الهدوء برسائل الطاقة الايجابية ، أعلم انك تعرف هذا الهدوء جيداً هذا الغطاء لمعركتنا اليومية مع أنفسنا التي لم ولن تنتهي الا بخروج آخر نفس لدينا، وعن رسائلنا الايجابية يا لها من كذب مخيف على عقولنا التى تدرك بجدية صراخنا وعلى قلوبنا  التى لا تعرف اتجاهها الصحيح.

أخبرك سراً يا صديقي! للوهلة الاولى فوجئت من قوة ثباتك ولكن بعدها أشفقت عليك مثلما اشفق على نفسي يومياً وعلى من يشبهنا، ولكنى قررت أن ارحب بك على طريقتي كتبت مقالى هذا لأقول لك "مرحباً بك فى عالمي، وهيا بنا نتشارك هذه الحياة البائسة سوياً ..حياة سكان كوكب الهائمين".