عند انجلاء اخر خيوط الشمس
و على مسامع الأمهات التي تدعو أطفالها للنوم
و على اثر أصفاد الحديد التي تعلن إغلاق المتاجر
و على عبور اخر قطار
تتهافت الافكار على مخيلتي
كتهافت النمل على فتات الخبز ........
تعال أحدثك يا صديق عن حظي العاثر، أملي الضائع، صوتي النائم، شغفي المنثور، كآبتي المتغطرسة و عنادي الصارم
لا أدري هل حقاً غدوت كئيبة أم أنني ألبست نفسي ثوب الكآبة لعلي أبدو ككاتب متألمٍ ذاق من الألم ما ذاق فيترجمه بحروفٍ مؤنقة ؛ لقد بلغت من أمري ما بلغت، ليس بالأمر الجلل، فأنا أدركت مؤخرا أنني شخصٌ أناني.. من أنا لأشكو ؟ هل معاناتي تستحق حقاً ذاك النوع الباهظ من البهار الذي أضيفه إليها ؟ لا أظن ذلك .. اعلم أن المقارنة ليست بالأمر الجيد و لكن وجبت المقارنة هنا .. إذا هل تقاس معاناتي بمعاناة شخص فقد أحبائه ، بمعاناة يتيم ، بمعاناة بريء قُمع بالضرب أم بمعاناة مريض أمضى أيامه طريح الفراش ?? لا لا أظن …فأنا لست سوى غرابٍ وُجِدَ للشؤم فقط ..
و على سيرة الشؤم سأخبرك عن شؤمٍ سبق و تذكرته في حياتي و لم يزل في عقلي .. أتساءل هل سبق و رددت عليك أسطوانة البساتين التي اجتزتها و انا حافي القدمين تحت شمس الظهر القاسية التي حرقت جلدة رأسي ، حيث كان هناك مظلة و لكن كأنها لم تكن، أود لو أن الأرض تنشق و تبلعني عوضاً أن أسير في ذلك المكان الذي أمضيت عمراً به . وتلك العيون المنبثقة من الطوابق العليا تستمتع بمراقبة معاناتي و تستلذ برؤيتي أتعذب .. أساقُ إلى الأشرار المتغطرسين كحمل وديع و لكني لم أرقب أنهم كانوا يسنون السكين لي ! لسلخ ذلك القلب البديع الذي ظن بهم خيراً و الذي بعد طول الطريق احتفى عثوره على بعض الرفاق الذي يسلون وحدته و عزلته .و لكن كانو بضعة لكن كانو بضعة كلابٍ تعوي لكل من يعبر .. اخسٌ عليهم .
لم اعلم يوماً لما اتخذت قدماي هذا المسار .. كان ملاذي الوحيد هو كتابي و علام يبدو أنني غدرت بكتابي ايضا ، فحدث ما حدث .