اليوم، خجل العار و رحل عنا ..
فهو غريب، ليس منه شيء منا ..
رحل قبل أن نرث معناه ..
قبل أن يحذف من كتب التاريخ ..
و يُكتب أن العرب قبل العار أولى ..
فنحن عنوان الخيانة و شرح للمعنى ..
و المعنى أنَّا خلفُ السلفِ الذي خُنَّا ..
كلمة خلف، إختزلت فقدان شرف كُنَّاه ..
شرفٌ كان للطفل و المرأة و الشيخ ..
أما اليوم جعلوا صوت أسيادهم أعلى ..
أسياد لم يعرفوا أين يسراهم و أين اليمنى ..
حين كانوا بيدقا في الرقعة و نحن الشاه ..
حين كنا جذوعا و هم كانوا فرع شيح ..
كانوا في الأقبية، و في الأعلى نحن كنَّا ..
فانقلب الزمن و صار أسفله في أعلاه ..
بقيتم سافلين متناسينَ ماضيكم الفسيح ..
قطعتم حبال الوصل بيننا و بين الحق ..
و بنيتم أسوار الباطل من دم اخوتنا ..
فو الله صمتكم فتنة و أشد من القتل ..
و الله صمتكم ذنب و وِزرٌ يوم العرض ..
و رب الكعبة عليكم لعنة يا شر الخلق ..
همكم المزامير و الرقص على الدنانير ..
عبادة الكراسي و تملق بركات الأيادي ..
زادكم نفاقكم، فسادكم عصارة أرواحكم ..
أسواقكم كدينكم خسارة بعدها خسارة ..
أسيادكم بركتكم و الشعب كفرتكم ..
صغيركم تخنث، و شيخكم رقص و تعنث ..
لكم الإمامة، و الشعب بقايا من قمامة ..
تلعنون شبابكم و تسبحون باسم شيبكم ..
أكرمكم أذَلُّكم، و أذَلُّكم من كان أكرمكم ..
شمسكم ستغرب و غدا شروقها من الغرب ..
عندها يعود العار، يحمل أوسمة من نار ..
ليشهد عليكم، و كيف خنتم بعدما عهدتم ..
لِما فعلتم لكم جزاء، و وسم العار لكم ثناء ..