اصبر و لا تعاتب أحدا فاللبيب بالاحساس يفهم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اصبر و لا تعاتب أحدا فاللبيب بالاحساس يفهم

سميرة بيطام

  نشر في 02 يوليوز 2017 .

تضيق بك الدنيا بأزمات تعصر قلبك ألما و تلفك قضايا غامضة تغير نسق حياتك تغييرا جذريا ، فلو كنت في ميسرة من الحال يتحول بك الأمر الى وضع عسير لست تفهم من السبب و كيف آل الأمر بك الى هذا الوضع ، حتى صحتك التي اكتملت بالأمس و جعلتك تضحك و ترسم مسيرتك بأحلام وردية تدهورت فجأة الى بطء في التقوي من جديد بمعنويات تجعلك تبدو أكثر لياقة و حيوية ، لتنعكس فجأة وبالا عليك أمورا قد تعصف بكيانك ان لم ترفق بنفسك ، ولم تكن تتوقع في يوم من الأيام أن تتعرض لمثل هكذا تغييرات و تحولات ، حتى من كنت تحاكيه بالأمس عن أسرارك و ما يشغل بالك صرت اليوم تعكف للصمت و الندم الشديد أن قربته منك ...و لو أنه لم يكن له يد فيما حدث ..و ان كان فلأسباب تجهلها أنت بذاتك..فلا تلف كثيرا لفهم المعقد من الأمور و قل قدر الله و ماشاء فعل فهي ستريح بالك كثيرا..

أرى أنك بالأمس كنت طيبا جدا و كنت تلقائيا في سلوكك و لم تحسب حساب المترصدين بك من المقربين خاصة فرحت تسلم عليهم سلام الصدق و تقربهم من أحلامك أملا منك في بناء صرح جماعي بسواعد أحببتها كثيرا ووضعت ثقتك فيها لأنها أبدت استعداداها للتعاون معك و تعي جيدا ضرورة التحضر و البناء..

لكني ألمح اليوم اصرارك على التغيير بدءا بذاتك لأنك أخطأت ، لكن كان يجب أن تخطأ لتتعلم و لا يحمل على الخطأ أنه عيب ، بل لتكبر في قراراتك ، فقط لا داعي للندم لأن كل شيء كان مقدرا لك حتى تحول حياتك و انقلاب الاحبة عليك الى جمرة تحد تقذف بها في قلوب الغيورين ، أراه شيئا عاديا في عصر غاب فيه ميزان ضبط الكراهية ،فالكراهية ان لم تدرس في أبعادها و أسبابها و تقترن بالتماس السبعون عذرا تتحول الى شيء اضافي في رصيد الشر فقط ، لذا قد يحب البشر بغير سبب و يكرهون بسبب أنهم لا يحبون التفوق للغير أو النجاح،تبدو مفارقة ، لكنه حال الركيزة حينما تبنى على هشاشة من الاستعداد لربط أي علاقة ، فلا يبدو الأمر مقلقا كثيرا إلا ما كان مضرا على معنوياتك ، فأوصي كل من نالته ليال طوال يلوم نفسه أن لا داعي للعتاب بل تحلى بالصبر ، فما اقترن الصبر بشيء إلا ضبطه و عدل لوعة الأسى فيه ، ففي سيرة الأنبياء قصص كثيرة عن فقد الولد و الصحة و المال و غيرها مما تقر له العين ، و لكن الحكمة في خواتيم الأمور أن الفوز و النجاح دائما لمن صبر و احتسب..

حتى و ان عاتبت ماذا ستجني ؟ لا أحد يفهم لغة اللوم منك و ان فهمها فهو ليس مستعدا ليصالحك و يغفر لك زلاتك ، و لو أنها أخطاء كباقي أخطاء البشر و لم يخلقنا الله معصومين كالملائكة ، هنا تعرف الوفي من المار في علاقته معك كعابر سبيل ، و ستفهم كيف توفر عنك لغة العتاب لتصبر ، و تعمل و تكافح من جديد لأن الحقيقة آيلة للظهور قريبا ،و كلما زينت مواقفك بالصبر و الرضى لما قدره الله لك كلما دنت منك فواصل الفرج لترفع شأنك و تريح بالك و تزيح الهم عنك و ما بدى من آثار التعب و المرض فالوقت كفيل أن يعيد لك حيويتك ...فقط لا تنس أن تشكر الله حينما تنفتح عليك الدنيا لألا تكون من الذين يذكرون الله في الشدة و ان ما استبدل همهم فرحا نسوا الله...احمد الله دائما في السراء و الضراء تكن أسعد الناس و لا شيء يحقق لك الطمأنينة و السكينة في نفسك مثل القناعة..

خذها مني نصيحة : من صد أبوابه في وجهك ستستدرجه الأيام و المتاعب و المحن لأن يطرق بابك لأنه سيحتاج اليك و في قلبه اعتراف بأنك الأمثل للوقوف الى جنبه...اصبر و امش على أرض الله مشية الواثقين الرائعين دائما برقي و سمو الروح الى فوق..أحلم و أكتب و ارتقي و سطر برامجا لغد واعد...حتما سيشتاق لك الكل لأن غيابك أثار فيهم فكرة الحنين..و اعلم أن من يحن اليه هو الحليم و الطيب و الرفيع الخلق..فبصمتك طبعتها على قلوبهم من سنوات ، فثق أنك لن تخسر شيئا بصبرك ، ثم أنت جميل كفاية و جمالك نادر لأنه اقتبس من كتاب البراءة و الصدق و الابتسامة الساحرة ... أليس كذلك؟؟..


  • 1

   نشر في 02 يوليوز 2017 .

التعليقات

عمرو يسري منذ 7 سنة
و ماذا يفيد أن يكتم الإنسان في صدره ولا يعاتب !
سوف يمتلئ قلبه بالمشاعر السلبيه تجاه الآخرين و يصيبه الغم و الهم .
و سوف يخسر الناس لأنهم سيجدونه قد ابتعد عنهم فجأة دون كلام .
لن يخسر الإنسان شيئا إن عاتب من أخطأ في حقه , فإن اعتذر هذا الشخص فقد صان صداقتهما و إن لم يعتذر و عاند فيكفيه أنه أفرغ ما في قلبه .
0
شكرا دكتورة سميرة
1
.سميرة بيطام
الشكر لكم أنتم المتابعون
.سميرة بيطام
أخي عمري يسري ممنونة لك على رأيك الذي أحترمه كثيرا ، لكن لا داعي للعتاب لأن العتاب سيصبح ملامة في الأخير فمن يحبك حقيقة سيشعر بك دون أن تتكلم و يمسح دمعتك قبل أن تتوالى في النزول..نحن في وقت العتاب مصيدة لضعفك فلا داعي لذلك..
هي نصيحة ان شئت خذ بها و الرأي رأيك و المصلحة في قرارك...شكرا مجددا

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا