كالعادة.. وبناءً على جهلي وعمق تفكيري به.. أكتبُ ثُم أمحو، لمجردِ أني "لا أعلم" تطولُ الكتابة البسيطة أياماً..
ونفسي على العلم قادرة، إليه تواقة.. إلا أن عِلماً عن الآخرِ يختلف، فذاكَ علمُ الكُتب.. أما جهلي يستسقي ضِدهُ من النفس إذ يستشفها، ومن كُلِ أمرٍ إذ هو يقلبه، ومن القلبِ إذ سبرَ أغواره، ومِن العقل إذ أحاطَ به.. الكُتب محفوظة، إنما العلمُ علمُ النفوس..
إنني إذ عزمتُ على الأمر ما أخرجتُه من نفسي إلا وقد قاربَ التمام، وهو الذي لم يولد بعد، ولِم عليَّ أن أُخرِجَ نصاً ناقِصاً لعالمٍ مِن حُروف!؟
أجزِمُ أنني خطاءٌ.. مِغوارٌ في أخطاءه، وإن لي في كُلِ خطأٍ حسنة.. فحسنةُ خطأٍ لي في الكتابةِ أني كتبتُ!
وتلكَ علةُ الكِتابة.. أنتَ تُخطئُ لتُصيب، وتُصيبُ إذ تخطئ..
ضع قلمك.. نم قليلاً، اعتِق فكرك.. اعتقهُ علّهُ يُعتِقكَ إذ هو عبّدك، اهدئ، تلكَ أيامٌ وتمضي..
أما فكرك فهو أنت، إن مضى مضيتَ، لن يمضي دونك، تعالَ فجاوره، وافهم عنه، لا تُقيده.. أفلته، علّهُ يعودُ لأصلٍ ليتهُ ما حادَ عنه، المُقيدُ يهرب.. إن ما هرب حاولَ فأتعبّ السجّان،
كفاكَ،، أطلقه.. خالف هواك!
******
تلكَ حوادِثٌ في دقائقٍ جرت، عُدّ واسألني.. ما هي!؟
أجيبُك.. حقاً لا أعرف، أطلقتُه كما أمرتُ، وها قد عبِثَ بالقلم..
أما عن الذي خطه فإنهُ معروفٌ في نفسي.. لكن لا أُعرِفهُ، يبدو لعيني ولا يبدو لتعييني..
صُبَّ نفسك.. صُبَّ نفسك، زِدني مِنكَ كأساً، زِدني فقد أثملتني الرشفة.. يا لطيب نفسك..
أفتُحتسى أنت!؟
نعم، أنتَ كذلك.. هو يُكتب، وذاكَ يُسمَع، وأنتَ تُحتسى فتُخالِطُ النفس ولا تنفكُ عنها..
خالطتها حتى غدت ملكك.. أدري عنكَ لا تشكو ضيقَ وقت ولا انحسارَ زمن.. لكَ في العامِ عامين، عامي وعامك؛ ولكَ في نفسِكَ ضيق، تعلمه وأعلمه، هو قلبٌ آخر حملته.. ويحكَ، دعّ لي خافقٌ يخفق!
مالي وماله.. هو لك
هاتِ حروفك.. أصيغها لك، ثُم أعيدها، أنتِ المُلهمة.. إن نُسبت لِكاتِبها ظُلمت، إنما هي للمُلهِم.. والمُلهَمُ يدونُ عنكِ آماليكِ.
-
s.m.a_5b1كاتِبٌ شغوفٌ بالأدبِ، عابرُ الوجدان، طالبٌ للحقيقة،في ثنايا الواقع وأطرافِ الخيال يُنسجُ لكمُ المقال.. وتُرسمُ فيه الفكرة.