في مساء سماؤه صافية، جلس يتأمل النجوم، تذكر أوراقه المبعثرة على مكتبه، تحديدًا تلك الورقة التي عليها دائرة بنية اللون، حيث ترك فنجان قهوته الذي هزه زلزال أثناء انتقاله للمكتب واصطدم بأبواب كثيرة، ترك هذا الفنجان أثره على تلك الورقة.
كان عليه أن يبدأ عمله فورًا فوضع الفنجان بحركات اهتزازية على الورقة؛ الورقة؟ وما تلك الورقة؟
لا يهم! عليه أن يباشر العمل، بدأ بتفقد بريده الالكتروني، كل شيء على ما يرام؟ كان كذلك فانتقل الى عمله الروتيني، كان يومًا هادئًا عدا بدايته مع الفنجان المشؤوم الذي أفسد الورقة!
لم ينم كما يجب، لقد كان أرق مُفتعل، لم يرغب في النوم فقط، تارة يمسك كتاب فلا يكاد يقرأ سطرًا منه حتى يغلقه، يفتح هاتفه، يقرأ الرسائل لكنه ليس بمزاج ليرد عليها، وهكذا بين شيء وشيء مرت ساعات الليل، وأما ضريبة سهره فقد جُنيت في ساعات عمله الأخيرة؛ حاول جاهدًا فتح عينيه، في بعض المرات استطاع أن يفتحها الى النصف، وفي مرات أخرى كانت جفونه تلتصق ببعضها؛ لم ينجز عمله كما يجب، هل سيُعاقب؟ ربما..
وعندما حان وقت المغادرة، وقع نظره على فنجان القهوة الذي فوق الورقة، ازاح الفنجان جانبًا ونظر الى الورقة المتسخة مُطولًا، كانت ورقة بيضاء؛ القاها في القمامة وغادر.
هكذا جلس يستذكر تلك الورقة، لقد كان بيضاء تمامًا! لكنها اتسخت، فكان من البديهي التخلص منها..