هل طرحت هذا السؤال على نفسك يومأ ما ..... هل المجاملة شيء ايجابي أم سلبي ؟هل هي صفة جيدة ؟ وهل اذا قلت مجاملة لشخص ما : فانت تعتبر منافق ؟ و هل انت شخص مجامل ولديك معاير الشخصية المجاملة ؟ هل تجيد فن المجاملة ؟ وهل تستحق من الآخرين ان يجاملوك في المقابل؟ وهل هناك فوائد للمجاملة و أساليب ..... والكثير من الأسئلة المتكررة حول هذا الموضوع الذي شغلني منذ فترة فوددت ان اتشارك معك الرأي فيها ..............
المجاملة كما عرفتها اختصاصية الإرشاد النفسي والتربوي ومدربة إثراء العلاقات الحياتية الدكتورة سلمى البيروتي " هي سلوكاً اجتماعياً وأسلوبا لطيفاً وودوداً يسهم في زرع بذور التقارب والتقبل والرأفة في العلاقات الإنسانية بما أنه لم يخرج على الحدود الاجتماعية المتعارف عليها لحسن الكلام وآداب التصرف"
هل المجاملة شيء ايجابي أم سلبي ؟؟؟
رغم أن المجاملة من الأمور الايجابية التي تحسن من معنويات الأشخاص وتوطد العلاقات في بعض الأحيان، إلا أنها تشكل أحيانا عبئا على الشخص عندما تكون في غير مكانها؛ إذ يعد قول الحقيقة ومعرفتها أفضل بكثير للطرف المجامَل حتى لو كانت قاسية أو مؤلمة.
متى تكون المجاملة صفة جيدة ؟
كلما كانت المجاملة متزنة وصادقة ونابعة من صدق المشاعر والأحاسيس تركت أثراً طيباً في نفس كل من المعطي والمتلقي لها، وبالتالي تتحول المجاملة الى مدح أو تقدير أو إطراء كلما كان هناك اتزان وانسجام بين كلام الفرد ومشاعره وأفكاره النابعة بحرية من صدق المشاعر.
هل تصبح المجاملة نفاق ؟
قد تصبح المجاملة “نفاقاً” عندما يجبر الإنسان نفسه أن يتفوه بكلام معسول مزيف ليس راضيا عنه في داخله، وذلك لغايات معينة في نفس المجامل، مبينةً أن ذلك السلوك يتعب المجامل خصوصاً عندما يواجه نفسه بأمانة.وقد يحترق الإنسان المجامل على المدى البعيد لأنه اما أن يستمر في العطاء ولا يتلقى الآخر عطاءه فيصيبه “احتراق ذاتي” أو لأنه يتعب من لبس قناع النفاق، لافتة الى أن العلاقة على مستوى المجاملة لا تدوم، الا أن هناك أفرادا لا يتقبلون ذواتهم ولا يشعرون بأهميتهم وقيمتهم الذاتية ويجاملون من أجل أن يجاملهم الآخرون .
ما معيار الشخصية المجاملة ؟
أن الشخصية المجاملة هي “الشخصية الحاسية المظهرية” التي تؤمن بالمظهر والشكلوبالغالب هؤلاء الأشخاص المجاملون يكون داخلهم عكس ما يقولون، وعندما ينتهون من المجاملة تصيبهم حالة من الألم لأنهم غير مقتنعين بما قالوا، لافتا الى أن ذلك يبين أن لديهم ضعفا وتدنيا بمفهوم الذات وغالباً في بيوتهم يكونون عكس ذلك تماما.
وهنا اطرح عليك عدة اسئلة
هل توافق على فكرة )امدح أكثر مما تنتقد ...؟)
( أضحك مع الآخرين اكثر مما تضحك منهم ....) .
( كن حذراً في المجاملة.... )
(هل المجاملة مفتاح لكل الناس ؟)
( قد يتفق أو يختلف معي البعض) هناك اشخاص يرون أن "المجاملة أمر لا غنى عنه، حتى لقد اعتبرها خبراء العلاقات الإنسانية وأصحاب الأعمال في المقام الأول بين الصفات التي لابد منها للنجاح. ، وآخرون يروا " أن الموهبة شيء عظيم، ولكن المجاملة شيء أعظم، وأن كل من يلفت انتباهنا الى ناحية جميلة مجهولة بنا يكسب صداقتنا ومحبتنا الأبدية ،و المديح العفوي الصادق يؤثر تأثيرا عميقا بنا، المجاملة تسهل العلاقات بين البشر، وعنها ايضا قولوا " الارادة الطيبة لا تعرف مقويا افضل من كلمة اطراء.
هل للمجاملة فوائد ؟
قد يكون للمجاملات في بعض الاحيان فوائد كبيرة وقيمة ومنها :
1- تحسن علاقة بين البشر بعضهم البعض، وتعمل على تقوية اواصر الصلة والعلاقات بينهم.
2- تعمل على تعزيز الثقة بالنفس عند الشخص المتلقي لهذه المجاملة، خاصة عند هؤلاء الاشخاص الذين يعانون من ازمة في الثقة في النفس
3- تعمل على رفع همة هذا الشخص ليقوم بشيء ما بعد اشعاره انه اهل للقيام بهذا العمل .
ومن الاساليب الناجحة في المجاملات:
1- جامل بما يوجد في الشخص الذي ترغب بمجاملته ، فعندما ترغب بمجاملة شخص ما، ابحث عن تلك الصفات الموجودة فيه فعليا واعمل على ابرازها ضمن عبارات وكلمات منمقة وجميلة ومقبولة.
2- عدم اجراء مقارنة بين شخص واخر في أي مجاملة .
3- لا تقلد من سبقك في طرح نفس المجاملة وحاول الابتكار، كلنا نسمع مئات المرات نفس العبارات في المجاملة ، بحيث تصبح في الكثير من الاحيان اقرب الى الروتين او العادة منها الى المجاملة وبالتالي يفضل البحث عن اساليب جديدة او عبارات جديدة للتعبير عن مجاملتك .
فى انتظار المشاركة برايك في هذا الموضوع هل المجاملة .....صفة جيدة ام ضربا من النفاق ؟؟؟
-
ابراهيم محروسالقراءة في كافة المجالات والاطلاع على احدث الكتب والمقالات الاجنبية والعربية
التعليقات
ياارب ابعد عنا صفات المناافقين واحفظنا منهم
اخي الفاضل ………….
سلمت الانامل التي خطت هذا الجمال .
ونسجت من الاحرف بديع اللوحات
دام عطائك العذب
ودمت نجما لامعا فى سماء الروقان
كثيراً ما يخلط بعض الناس بين مفاهيم النفاق والمداراة والمداهنة، وسبب ذلك غياب معاني الأخوة والصحبة الصادقة في الذهن والواقع، فلم تعد قلوبهم تفرق بين الحق والباطل، وبين الإحسان والإساءة.
أولاً: إذا أُطلق لفظ النفاق فإنه يستوحي معانيَ الشر كلها، ولم يكن النفاق يوما محمودا ولو من وجه ما، ويعرِّفُه علماء السلوك بأنه إظهار الخير للتوصل إلى الشر المضمر.
فالمنافق لا يبتغي الخير أبدا، وإنما يسعى للإضرار بالناس وخيانتهم وجلب الشر لهم، ويتوصل إلى ذلك بإظهار الخير والصلاح، ويلبَسُ لَبوس الحب والمودة.
يقول سبحانه وتعالى في التحذير من صحبة المنافقين:
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ. هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ» (آل عمران/ 118-119).
وهكذا كل من يصاحب الناس فيظهرُ لهم الخير والمودة، وفي حقيقة أمره إنما يسعى في أذاهم، ويتمنى النيل منهم، ويطلبُ الشرَّ لهم.
ثانياً:أما المُدَارِي ( وهو المُجَامِلُ أيضا ) فلا يُضمِرُ الشر لأحد، ولا يسعى في أذية أحد في ظاهر ولا في باطن، ولكنه قد يظهر المحبة والمودة والبِشر وحسن المعاملة ليتألف قلب صاحب الخلق السيء، أو ليدفع أذاه عنه وعن غيره من الناس، ولكن دون أن يوافقه على باطله، أو يعاونَه عليه بالقول أو بالفعل.
قال ابن مفلح الحنبلي - رحمه الله -:وقيل لابن عقيل في فنونه: أسمع وصية الله عز وجل (ادْفَعْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، وأسمع الناس يعدون من يظهر خلاف ما يبطن منافقا، فكيف لي بطاعة الله تعالى والتخلص من النفاق؟
فقال ابن عقيل: «النفاق هو: إظهار الجميل، وإبطان القبيح، وإضمار الشر مع إظهار الخير لإيقاع الشر، والذي تضمنتْه الآية: إظهار الحسن في مقابلة القبيح لاستدعاء الحسن».
فخرج من هذه الجملة أن النفاق إبطان الشر وإظهار الخير لإيقاع الشر المضمر، ومن أظهر الجميل والحسن في مقابلة القبيح ليزول الشر: فليس بمنافق، لكنه يستصلح، ألا تستمع إلى قوله سبحانه وتعالى (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، فهذا اكتساب استمالة، ودفع عداوة، وإطفاء لنيران الحقائد، واستنماء الود، وإصلاح العقائد، فهذا طب المودات، واكتساب الرجال. «الآداب الشرعية» (1 / 50، 51).
ولذلك كانت المداراة من الأخلاق الحسنة الفاضلة، وذكر العلماء فيها من الآثار والأقوال الشيء الكثير.
لذا بجب علينا ان نتخذ حذرنا باستخدامها حتي لا تعود عليه وعلينا ايضا بشكل سلبي...
لاكن في اوقات وظروف تلزمنا ان نجامل البعض لرفع معنوياتهم بدافع التشجيع لهم .
احسنت بموضوعك.
و لكن طريقتك في طرح الموضوع شيقة و ممتعة ..تجعلك تنتظر المزيد رغم نهاية المقال ...
حقا موضوع رائع عن المجاملة و آثارها.. إيجابياتها.. و سلبياتها.. ابدعت حقا
دام قلم :)