الكثيرون مثلي عندما يقلبون مواقع التواصل الاجتماعي-لا نريد أن نقول يقرأون لحساسية البعض من كلمة القراءة- تستوقفهم الكثير من العبارات والأفكار المطروحة التي للهولة الأولى يشعرون بهزة ورعشة جلدية "قشعريرة في البدن" لما تحتويه من جرأة على المقدسات، وحذلقة في العبارات، وتقليب في المفاهيم، وإذا نظرت إلى الكاتب هو ذاك المفكر الحدث الذي يخطو خطواته الأولى نحو عالم الكتابة والانتشار، ويظن أنه بهذه الطريقة سيلفت الأنظار والأعناق نحوه، هو حقيقة ينجح في ذلك يجذب عددا لابأس به من هذا الجيل الذي لا يعرف عن دينه ومقدساته مقدار ما يعرف من أسماء المغنيين وماركات العطور والسيارات، لا نعمم المسألة لكنها الغالب الأعم.
فترى واحدهم يلكز الآيات القرآنية ويمطها ويعجنها ويعصرها لعله يخرج بغريبة من الغرائب يسحر الناس بأسلوبه الجذاب -بالتشبير – بيديه في وجه المشاهدين، أو الردح الإلكتروني ببعض كلمات غريبة يرشقها على جداره في مواقع التواصل الاجتماعي. وترى الآخر يتسائل ألا تستطيع أن تضع المرأة كل شروطها في عقد الزواج؟، حتى عدد أواني المطبخ!، ألا يكفينا ما نحن فيه من تفسخ عائلي وحالات الطلاق المكومة أمام المحاكم حتى نجعل عقد الزواج عقد لبناء عمارة بمواصفات ديلوكس، ويحاسب المقاول على كل تفصيله من تفاصيل العقد.
وأما أحدث صيحات الموضة الفكرية، هو اجتزاء الأيات والأحاديث والمأثورات وإطلاقها على عنوان كتاب أو برنامج تلفزيوني أو برنامج مسموع. لا أعتقد أن اللغة العربية افتقرت إلى هذا الحد، فهي لغة غنية بالاشتقاقات والمترادفات.
لمعلوماتك العامة، عندما فتح المجاهد محمد الفاتح القسطنطينية، وصل الحال برجال كنائسها وعلمائها بأن يعقدوا النقاشات المطولة في حجم وشكل الشيطان وهل يتسع له حجم الغرفة؟! عندها فقط هزموا وبدون مقاومة.
ليس التغريب في الألفاظ والتزحلق في المعاني هو الذي يخلق الوعي، قد يندهش القارئ بداية بما تقوله، ثم لا يلبث أن يجد نفسه داخل دوامة من الشكوك في كل شيء حتى ما تبقى له من ثوابت ومقدسات.
أصدقائي المفكرين والعلماء لا تشقوا على الناس بتفاصيل التفاصيل وتذكروا قول الإمام علي رضي الله عنه (حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتريدون أن يكذب الله ورسوله).
وسام مصلح
30-01-2017
-
وسام مصلحماجستير إدارة المكتبات والمعلومات - قارئ بشغف- أحب الكتابة