ان كُنتَ باقياً على ذكرى مع أحد مفقود من الحياة وقد بات بجوار ربه وكان قد اهداك شيء ما؛ فأنت تعلم ان لهذه للذكريات وما يرافقها من مقتنيات مشتركة بينكم ملمس، يذكرنا بتفاصيل عشناها سوياً وأن لهذه المقتنيات مهما بلغت رمزيتها شعور حسّي جميل، وهو بعيد جداً عن الحزن وان لها ما يميزها ويقلل من صدى وحسرة افتقادك، بل ويجعلك مبتسماً وسعيداً.
وهذه المحفظة التي اهترأت شيئًا فشيئاً في جيبي وترحالي رغم محاولاتي الدائمة بالإعتناء بها على الدوام، الآن يبلغ عمرها معي في صباحات هذه الايام "اثنى عشر عام" هي ذكراي وهدية من صديقي الشهيد "بلال " زميل دراستي من الطفولة، اهداني إياها بدون مناسبة، وقد اسُتشهد خلال حرب عسكرية عام ٢٠٠٨ في قطاع غزة؛ وما يعينني على فقدانه دون ألم الفقد، أنه حوى طيبةً وصفاء ومحبة في قلبه لم أرى مثيلها في كُل من عرفت، وان أمُنيته البريئة كانت قبل بلوغه سن البلوغ هي لقاء ربه شهيداً، وقد كان ما تمناه، وكأن الله يعلم ان مثله لا يستطيع العيش في دنُيانا، فصباحك خير وسلام وحب وطمأنينة من قلبي لك (ولذكراك الجميلة) و على ثراك الطيب الذي يحوى بين كل حبة وذرة فيه شاب احسبه من خيرة شباب الارض فطيب الله هذا الثرى المبارك.
التعليقات
رحم الله صديقك، و طوبى له أن نال الشهادة التي تمناها. و ادعو الله أن يرزقنا حسن الخاتمة أجمعين و يجمعنا بمن نحب في دار البقاء في جنة الخلد مع النبيئين و الصديقين و الشهداء.