إسمعوني جيداً الآن ، أمور غريبة تحدث الآن بي ، كل شيء يؤلمني بشدة ، ذهني يعصف بذكريات بعيدة جداً إنه يتناول أبعد الصور والأحدآث و أقدمها ، إن روحي تعود بالزمن للوراء كثيراً لشيء أبعد من الماضي ، تتوارى كوابيسي.. واحد تلو الآخر أمامي ، نظري في حالة تشوش الآن بالكاد أرى المكان و ما يحيطني ، إنني أحاول المقاومة بكافّة الطرق و لكن شيء ما هنا يسحبني بشدة إلى منطقة باردة و بعيدة تشبه شيء ما أعرفه و لم آراه من قبل، تقبّلني وجوه من أُحب و كأنهم في زيارة لي على الدور ، إنني أرى في ظلام عيني وجوه أشخاص عزيزة جداً لكنها سرعان ما تتلاشى قبل أن أحاول لمسها أو أن أُحادثها ، أشعر و كأنني في سباق مع الزمن الآن و كأن كل الوقت عبارة عن ثوانٍ لا وجود لدقائق أو ساعات هنا و كأنني أحاول قول كل ما أريد ب ومضة و جزء من الثانية يكاد يقتلني الصداع و أرى نفسي هاربة مني و من كل شيء حتى أنني لا أستطيع اللحاق بالأحرفِ هنا و لا يبدو أنني قادرة على وضع الفواصل بين كلماتي لأنني أشعر بالتلاشي أشعر بالبرد و الارهاق، إنني أتذكر كل حديث بيني و بين أحبائي ، لي شخص مفضل فقدتهُ منذ ثانية في مخيّلتي ، كل شيء هنا يحدث دون إذني حتى جسدي و ما فيه ، كل شيء يتصرف من نفسه رغما عني ، استطيع أن أجزم بأنني عاجزة عن ايقاف هذا المشهد إنه يتكرر و يتجدد في نفس اللحظة ، كانت غايتي النوم و لكن النوم أتى على شكلٍ جديد شيء كالحقيقة و السباق ، أشعر بدنو شيء لا أرغب به شيء كالظلام الحالك ، أشعر بضيق المكان و كأني بين أضلع صدري لا في سريري، كأنني مقيدة هناك ، لا أستطيع أن أُطيل هذا الحديث أكثر فالوقت يداهمني و لا أمتلك الكثير منه ، إنني أستهلك كل ثانية هنا بسرعة و تستهلكني الثواني بسرعة أكبر، لا يسعني الحديث هنا ولا شيء ، كل شيء يبدو لي بغاية الدهشة والسرعة ، تمر جميع التفاصيل أمامي هكذا و تصطدم بي لتقطع أنفاسي، يثير اهتمامي شيء ، أنني لا أستطيع تذكر التفاصيل الجميلة ، كل ما يرمي بنفسه أمامي سيء ،تفاصيل موحشة فقط ، إنني أتذكر كل كلمة وددت قولها يوما ولم أستطع ، كل شخص وددت قربه و لم أُبادر ،كل موقف وددت الفرار منه و لم أستطع وكل شيء ندمت على فعله و عدم فعله ، ليس بإمكاني تحديد مكاني الآن فأنا أسافر لأكثر من زاوية و شارع و منطقة و سماء بوقت قصير جداً و الأسوأ أنني لا أحلُم ، لا أعلم ما إن كان حديثي شيء يُفهم ولكنني أتجاوز كل ذلك بفضل اختراق الأحداث كياني و عقلي ، و كأن شيء ما يتحدث بدلاً عني ، إنني لا أشعر بالتعافي ، أشعر برغبة شديدة بإحتضان كل من أحببت يوماً،و أرغب بالإعتذار عن كل شيء أخطأت به أو حتى كنت على حق به ، أفقد السيطرة تدريجيا و يزيد ألم رأسي أضعاف بين رمشة و أخرى، حسنا .. الوقت ينتهي و معه أنا ، لا يسعني أن أقول سوى كم وددت لو أنني أبقى قليلا كي أرجع للوراء و أعيد ترتيب كلماتي مع أشخاصي المفضلين و أعيد كل لحظة جميلة كي أُقبّلها قبل الرحيل ، تخيّلو كما لو أنكم تتجمدون الآن و توقفون الزمن فجأة ! تخيلوا كم من لحظة سعيدة ستفسد و كم من لحظة حزينة ستنجو ! هكذا تماما أعيش الآن ، أتخيل بأنني لو كنت أخطط لشيء كإهداء وردة لمن أحب ، كيف سيتوقف كل شيء قبل أن أقدم هذه الوردة و كم أنه شيء مزعج... دعوني أكمل اللحظة ، أتخيل كأنني أخبر من أشتاقه بأنني مشتاقة و لكن يتوقف الوقت و لا أستطيع اللحاق بذلك و لم يعلم بأنني مشتاقة أنه شيء مخيف حقاً ، أتخيل كما لو أنني على وشك الوصول إلى مكاني المفضل ولكن توقف بي الطريق و انتهى المشهد ، كما لو أن أشياء كثيرة .. بقيت ناقصة و لم تكتمل ، هكذا يبدو الموت ، لن تفعل أي شيء من هذا طالما يتحرك الزمن بك ، لكنك حتماً سترغب جداً بفعله حين يتوقف الوقت و تقترب من الرحيل ، لذا لا تفرطوا بأحبائكم الآن ولا تبخلو بالاشتياق والاعتراف و لا تتراجعو عن اللحظات السعيدة ولا تترددوا في قول شيء يجول في صدوركم و عقولكم ، سأطلب الآن أشياء عشوائية و أتحدث بلا قواعد و قيود ، أخبروا عني .. أخبروا اولئك من أُحب بأنني أحبهم جدا جميعهم و بأن الوقت لايتسعني لإخبارهم بنفسي و أكملوا عني كل أمنياتي الناقصة و أحلامي المدفونة ، ابحثوا عنها في اشيائي الشخصية ، في رائحة عطري أو مشط شعري أو بعض من ثيابي التي أحب او حتى ورقة صغيرة بها ملاحظة قديمة شابت و امتلأت بالغبار، سأسامح كل شيء والجميع و اطلبوا عني السماح ، إنتهى دوري الآن سأذهب لقيلولتي التي ستأخذني قريبا إلى ما أبعد منها ..
كنتُ حبيسة في الأرضِ و الآن حرّة في السماء ، سلآم على كل شيء ❤
-
Mais Souliasالكتابة ليست مجرد ورقة وقلم , إنما حوار بين الإحساس والصمت ، أكتب لأنني أشعر، لأنني.. أريد أن أحيا لا أن أنجو❤