من الصف (2)
في الصف العاشر، رأيت جرحا في إصبع أحد الطلاب، استفهمت عن سبب جرحه فقال:
كنت أقشر البطاطا فجرحت يدي.
- وهل تعمل في مطعم؟ سألته.
- لا، أطبخ في البيت. أجابني.
- تطبخ؟! وماذا عن والدتك؟!
- والدتي تعمل في ورشة الخياطة.
ثم أخبرني أن والده متوفى، وأمه تعيلهم هو وأخوته الثلاثة وأخته؛ تعمل في ورشة خياطة ولا وقت لديها للطبخ، فتقبل الابن ذو الخامسة عشرة سنة هذه المهمة وأجادها. فهو يجيد طبخ الأكلات المختلفة منها الرز مع الدجاج، ومع السمك والمعكرونة وأنواع المرق!
شجعته أن يتابع برامج الطبخ التي تبث من القنوات التلفزيونية، أو ترسل عبر المجموعات المجازية، أو من المواقع الإلكترونية لعله يكسب خبرة كافية ليفتح مطعما في المستقبل، ثم يوسع مشروعه.
والمشاريع الكبار قد تبدأ من البيوت، وممن تقبل المسؤوليات الصغار في صغره.
وإن تحقق نجاح هذا المشروع، سوف يعمل فيه أخوة هذا الطالب وأخته وربما أصدقاؤه وأقرباؤه. ولك أن تتصور أهمية هذه الخطوة الاقتصادية في ظل البطالة التي تكاد أن تقضي على الشباب.
ولكن ياسين وهو الطالب الطباخ، يحتاج إلى دعم في بداية مشواره، وأين المؤسسات الحكومية التي تدعم مشاريع الشباب الاقتصادية؟!
سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز
-
سعيد مقدم أبو شروقسعيد مقدم أبو شروق مدرس فرع رياضيات أسكن في الأهواز أحب القراءة والكتابة، نشر لي كتاب قصص قصيرة جدا.