ليتَنَا لَم نَكبُر بقلمي: وِئام أحمد
حَقِيقَة الحَيَاة...
نشر في 11 يناير 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
عندمَا كُنا صِغَار...
كانت الشوَارع أضيق و القُلوب أوسع والفصُول كانت أربع ...
البيُوت كَانت تعُج بساكنِيهَا ... بأحاديثهم و أحدَاثهم .. كان في البيت أطفَال، طلاب مدارس و جامعات ...
كانت مقَاعد الطعَام أكثر و الطبخة حجمهَا أكبر،
كان الجيرَان يعرفُون بعضهم البعض و الأصدقَاء يَّصدُقُون بعضهم البعض و القلوب بيضاء و النوايا سليمة.
كان المغتربون أقلاء و الأقرباء أعزاء و المُعلمون أجلاء ...
كُنا نجتمعُ أكثر و نضحَك أكثر ...
كانت الإمتحَانات أعظم مخاوفنَا و الانفلونزا أكبر أمراضنَا و ملابس العيد من أجمل فرحتنَا، كان للأعراس قيمة و للزواج هيبه.
و كان الحبُ هو الهوَاء الذي يَجعلنَا نحيَا عبر الرسَائل المكتوبه قبل أن ينتقِل و يُدفن في الهواتف ...
كَانت أخبار القتل و الدمار غرِيبة علينَا و كَانت مُظاهراتنَا لنصرة غزة و فلسطِين أما الشَام فهِي وجهتنَا للبضَائع و الرحلات ...
أما الآن كَبرنَا.....
و أصبحَت الشوَارع و العُقُول مُزدحِمة، كَبر الأطفَال و أصبَح ابنَاء المدَارس و الجَامعَات آباءً و أمهات ...
و انتقل الآبَاء لمرحلةِ الجِدُود و الجدَات،
بل قلت مَقاعِد المَوائِد و صَغُرت الطبخة لتكفِي شخصِين ... و اصبحَت الجَامعَات هَادئة و كلٌ يُمسِك هَاتفه وفي عَالمه ...
كَبُر الأهل و أصبحنَا نرىٰ فِي كلِ منزلٍ مُغترب ... اثنين...ثلاثة.
أصبح الأقربَاء غُربَاء، ولم يَعد لمصطلحِ الجيرَان أي مكَان..
كثُرت الأمرَاض و كثُرت الضُغُوطات...
اصبحت أخبَار الحرُوب من يوميَاتِنا و رغيفُ الخبز سبب مُظاهرَاتنَا و اصبحت الشام بعِيده ...بعيده كبُعدِ القُدس و بغداد.
عندمَا كُنَا صغار...
كَانت هُمومنَا مُختلِفة و أفكارنَا و أحلامِنا كثيرة ...كَانت البلاد هَادِئة و الشوَارع دَافئه...
سنوَات غيرتنَا و غيرت فينَا ... فقدنا فيها أحبَابًا كانوا جزءًا مِن يوميَاتِنا و أنجبت أفراد جُدد.
كَبرنَا قبل الأوَان
كَبرنَا ونحن مَازلنَا صِغَار
و مرت السنوَات فينَا مرُورًا سرِيعًا لكنها غيرت فينَا الكثِير بل أصبحت مَلامحنَا غرِيبة عنَا...
والآن نتسائل ...هل حقًا كبرنَا !! ؟؟
-
Weaam Ahmedكاتبة مصرية تمزج بين الواقع والخيال (قرأت عاما لأكتب يوما)