ملكة جزماتي: عندما يستقبلك الألمانيون بالورود
المطبخ السوري حضارة لبلد عظيم
نشر في 12 ديسمبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
من بلاد عتيقة أتتْ، من بلاد لم تغبْ عنها شمسُ الحضارة وعبق التاريخ، رحلتْ عن وطنها لكنّه لم يرحل منها، احتلها بكلّ تفاصيله، لم يغادرها لوهلة قطفتْهاالغربةُ، كياسمينةدمشقيّة قطفها عابرٌ غريب ليجعلَ منها في بلاده بوصلةً تدلُّ كلَّ مَن تاه عن طريق النجاح على إبصار الدرب.
إنّهاالسورية "ملكة جزماتي" التي أصبحت بأعين الجميع سفيرةً حقيقية للمرأة السورية في بلاد الغربة، لأسباب عدّة.
بالرغم من أنّها درست الأدبَ العربي في جامعة دمشق، بالإضافة إلى دراستها العلاقات الدولية والعلوم الدبلوماسية في الأردن، إلاَّ أنها أبدعت في مجال الطبخ ولم يستطع أحدٌ أن يخفي ذلك.
بدأت رحلتها مع الطبخ في الأردن ضمنَ برنامج تلفزيوني على قناة أورينت، الذي لقي نجاحاً كان بمثابة عرّاب لها، لم يكن هذا البرنامج مائدة للأكل فقط، بل ركّز على منحىً ثقافيّ كبير سُلّطَ به الضوء على قامات ثقافية بارزة.
هنا كانت بداية الدرب ومن هذا البرنامج بدأت تُرسم ملامحُ نجاحها، و يبزغ فجر الطريق.
وفي سياق الحديث مع ملكة عن الطبخ قالت: "الطبخ هواية مُشغفَة بها، لا يُدرس بورقة وقلم، هو روحٌ تُمتَلك .. يعبر عن حضارة الشعوب وكلّما قَدُمَ مطبخُ بلد ما، كانت حضارة هذا البلد أعظم .. والمطبخ السوري مثال على ذلك"
{ انتقال ملكة إلى ألمانيا و قصص نجاح تتبلور هناك }
بعد النجاح الذي حققته ملكة في الأردن، انتقلت إلى ألمانيا لتستقر مع زوجها السيد "محمد الغميان" الذي كان له دور كبير في إرساء قاعدة شعبية لها بين الألمان.
{المشاريع التي تخطط لها ملكة في ألمانيا}
الإنسان الناجح ينقل نجاحاته وطموحه معهُ أينما حلّ، وهذا ما فعلته ملكة في ألمانيا، لم تتوقف بل قامت بعدّة نشاطات مهمة نالت إعجابَ الكثيرين وتتابع: " منذ مجيئي إلى هنا، أدركتُ أنّ الشعب الألماني يعشق المطبخ السوري، مكوّناته، مزيجه، بل ويعتبرون أنّ الطّباخ السّوري "فنّاناً" بمزج ألوان الطعام، أقمتُ عدّةَ نشاطات جمعتني بالألمان؛ لتعليم الطبخ السوري وكان بعد كل مائدة طعام هناك حوارات ثقافية كانت بمثابة وليمة دسمة لكلا الطرفين للتعريف بثقافة بلديهما، رسالتي - التي أردتُ إيصالها من تلك الحوارات - هي التعريف بالفتاة العربية التي تتمتع بكمّ هائل من الثقافة اللّاضحلة، أردت تصويرها بالصورة الزاهية التي تستحق.
{في أهم المجلات الألمانية، ملكة بطلة لأسبوع في برلين}
مجلة ألمانية تنال شهرةً واسعةً هناك ، تختار كل أسبوع شخصاً من الاشخاص الفاعلين في المجتمع ليكون بطلاً من أبطال برلين، وبالفعل تم اختيار ملكة لتكون بطلة لأسبوع كامل في برلين، ليجوب اسمها شوارع برلين بالقطارات.
وتستكمل ملكة أعمالها ،حيث قالت بأنها تقيم مشروعاً لتنظيم مناسبات تعارف بين الألمان والعرب بعدة مجالات، وبأنها تحاول جذب كل الأطراف وشدّهم بكلمة ’عشاء فاخر’ مستغلة بذلك شوقَ السوريين لمطبخ بلادهم.
{أسعى لأكون أول سورية تظهر على الشاشة الألمانية}
لم يرضها الشيء العادي، بل عيناها ما زالتا تنظران إلى الأعلى، حيث أنها تلقت وعداً بأنها ستظهر على شاشة ألمانية في برنامج لتعليم الطبخ السوري، لتكون بذلك أول فتاة سورية تلمع في السماء الألمانية.
هذه المرأةُ السورية ستقطفُ أُولى ثمارها في ربيع سيأتي لا محالة ؛ لأنها آمنت بأنّ الأماني و الطموحات لا تتحقق بالأساطير والكلام، إنما بالعمل وحده.
-
Abdulhadi Al_Rakepمن الشآم التي عبثاً تحاول مهازل الحياة أن تبعدنا عنها