ظاهرة عمالة الأطفال... فقر أم إستغلال؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ظاهرة عمالة الأطفال... فقر أم إستغلال؟

عمالة الأطفال وما تخفيه من حقائق

  نشر في 16 يناير 2023 .

       للأسف أصبحت ظاهرة تشغيل الأطفال في السنوات الأخيرة شكل من أشكال الحياة المسلم بها! ففي أفقر بلدان العالم يعمل واحد من بين كل أربعة أطفال، ويعيش أكبر عدد منهم في أفريقيا الصحراء الكبرى.

قد تلقى أعباء الأعمال المجهدة على الطفل من قبل الآباء دون التفكير في مستقبله أو صحته الجسدية والنفسية، حيث يتم إستغلال ضعفه وعدم مطالبته بحقوقه..

(فأصبح توفير متطلبات الحياة الأسرية من قبل الأطفال بديلا سهلا لآباء اللا مسؤولية..!)

ونفهم من ذلك بأنه لا يشترط أن تكون عمالة الأطفال في أية بقعة من العالم نتيجة لسبب إقتصادي، وإنما قد يكون سببا إجتماعيا يعود إما لعدم وعي الوالدين عاطفيا بحيث يتم إستخدام أبنائهم كفريسة لأنانيتهم، أو قد ينتمي الطفل لطبقة إجتماعية متدنية ثقافيا..

من الواضح بأنه للعديد من الأسر في جميع أنحاء العالم برنامج توعية يوضع للطفل لزيادة الوعي وبناء الشخصية لديه، ويتضمن هذا البرنامج المساعدة في تنظيف المنزل مثلا،وإعادة ترتيب غرفة نومه أو حتى الإهتمام بالحديقة أو ما شابه..

لكن ما يحدث في المجتمعات الفقيرة غير ذلك تماما.. فهناك الملايين من الأطفال تعمل فقط لأن هذا مصدر النجاة لديهم!

فالأسر في هذه المجتمعات تجبر أطفالها غلى العمل تحت ضغوط قسرية لتوفير إحتياجاتهم الشخصية أو لإضافة ما هو مفيد لدخل الأسرة.

فلك أن تتخيل طفلا في الخامسة أو السادسة من عمره يذهب إلى الفراش جائعا نهاية كل يوم وليس هناك أمل بأن يشبع بطنه ما لم يعمل في اليوم التالي!!

ففي الولايات المتحدة عدة خطوط دفاع لحماية حقوق العمال، منها إنشاء وزارة العمل الأمريكية في عام (1913) لتوفير المساعدة لجميع الباحثين عن عمل و أصحاب الأجور والمتقاعدين..

وحدد قانون معايير العمل العادلة (FLSA) سنة 1938 الحد الأدنى للأجور والحد الأدنى للسن للعمال الشباب، وتحافظ قوانين عمالة الأطفال لديهم على الفرص التعليمية لهم و عدم تشغيلهم في الأماكن الغير آمنة.

ولكن للأسف هذه المقاييس ليست نفسها في جميع أنحاء العالم وخصوصا في الدول الغير غربية.. فمنذ سنوات طويلة والكثير من الدول تعيش مهزلة التلاعب بحقوق من هم تحت السن القانوني.. بل ومن هم تحت سن الثالثة عشر..لا قوانين تحميهم ولا فرص تعليمية تضيف ولو بصيصا من النور إلى مستقبلهم.!

فأصبحت ظاهرة تشغيل القصر لا تختلف كثيرا عن ظاهرة أطفال الشوارع.. حيث يحرم من يعمل في سن مبكرة من حياته، من طفولته وكرامته، وقد يتعرض لخطر الإساءة عقليا أو جسديا، وكل ذلك يؤثر على صحته النفسية ونموه..

وقد إستنفرت منظمة العمل الدولية (ILO) كل ذلك وأشارت بكون ما ذكر سابقا معاناة عالمية.. حيث إن إحصائية المنظمة توصلت إلى النسب التالية:-

• يقع 152 مليون طفل في جميع أنحاء العالم ضحايا لما يسمى (عمالة الأطفال).

• 73 مليون من تلك الأعمال تصنف ضمن الأعمال الخطرة.

• أغلب من نصف ال152 مليون هم من فئة أعمار أل(5-11) سنة.

وتم تصنيف أفريقيا بكونها تضم نصف نسبة تلك العمالة، حيث إن هناك (72.1) مليون طفل عامل، تليها (62.1) مليون في آسيا والمحيط الهاديء، (10.7) مليون في الأمريكيتين، (1.2) مليون في الدول العربية و(5.5) مليون في أوروبا وآسيا الوسطى.

*ليس من الغريب أن يصاب أغلبنا بالجمود الفكري لوهلة عند النظر لهذه النسب..

ولكن ما العوامل التي أدت إلى تصاعد هذه النسب بصورة مستمرة في السنوات الأخيرة؟

ربما:-

 الفقر.

 إنعدام التعليم لدى الأبوين.

 الإستغلال.

 عدم الإهتمام بضرورة نشر التعليم من قبل السلطات.

للأسف كلها أسباب كانت من الممكن أن تعالج بالقليل من التخطيط.. وتشير المنظمة نفسها بأن هناك 22,000 طفل ( من الذكور والإناث ) يقتل سنويا بسبب مزاولة أعمال لا تناسب أعمارهم.

- إذن عندما يجبر طفل على العمل بداعي الفقر أو الإستغلال.. فكيف يحلم بغد أجمل وهو لا يملك من يومه الحاضر إلا أن يصمد بوجه البؤس؟!

- فهل يحتاج هؤلاء إلى بطل خارق ينقذهم مما هم فيه؟

أم إنهم يحتاجون إلى إجماع منا بحرب فكري عملي.. توقف دائرة الكارثة هذه؟ ولن يتم ذلك إلا إن تم أولا تعليم الآباء ومحو روح اللا إستحقاق لدى أطفالهم وعدم تصديقهم كذبة (هذا نصيبك من الدنيا) التي يستخدمها الكثير لغرض إدامة إستغلالهم لأجمل نعمة رزقهم الخالق بها، ودون أي إدراك منهم بكون إجبار من هم في هذا السن على الكد وتعريضهم لشتى أنواع سوء المعاملة والإتجار والإستخدام والتشرد من شأنه أن يديم آثار الفقر..

إذن فنحن لسنا بحاجة إلى ذلك البطل الخارق الذي يوجد فقط في الأساطير.. وإنما بحاجة إلى القليل من الوعي والرحمة وعدم إنتظار أن تتحرك المنظمات أو السلطات مثلا بغية الإنقاذ..

فإن لم نجد في مرمانا من نمهد له حياة فيها بعض من الأمل.. فهناك صندوق التعاطف مع الأطفال في جميع أنحاء العالم، وبذلك يستطيع كل منا أن يكون شريان حياة لطفل في خطر..


  • 2

   نشر في 16 يناير 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا