إذا زلزلت الأرض زلزالها
الظواهر الكونية
نشر في 10 فبراير 2023 وآخر تعديل بتاريخ 11 فبراير 2023 .
شكل يوم الإثنين المصادف 6\2\2023 فارقا كبيرا في حياة الكثيرين بصورة عامة ولتركيا وسوريا بصورة خاصة.. شهد هذا اليوم أكبر كارثة لتركيا منذ ما يقارب ال84 سنة، وتعتبر هذه النازلة من أسوء الزلازل التي أصابت العالم في ال100 سنة الماضية، إبتداءا من زلزال سان فرانسيسكو الأمريكية سنة 1906 إنتهاءا بزلزال هايتي سنة 2021.. وقبل هايتي كانت هناك الهزة الأرضية التي ضربت إندونيسيا سنة 2018 وقبلها الهزة التي ضربت الحدود الإيرانية العراقية سنة 2017 وسبقتها إضطرابات أرضية أخرى على أزمنة متقاربة.. وكل ذلك يطرح إستفهامات حول ما إذا كانت هنالك سلسلة زلازل متبقية تنتظر العالم في الوقت القريب!
الهزات الأرضية حدثنا عنها الله تعالى في مجمل الكتب السماوية المقدسة وذكرها في مواقع عدة من القرآن الكريم منها :
" إذا زلزلت الأرض زلزالها(1) وأخرجت الأرض أثقالها(2)وقال الإنسان ما لها(3)"
سورة الزلزلة
" يوم ترجف الراجفة(6) تتبعها الرادفة(7)"
سورة النازعات
ونراها تشير إلى الإختلال الدنيوي في وقت لا يعلمه غيره سبحانه.. حيث ترجف الأرض جميعا ويعرض الناس إلى خالقهم.. لكن يشاء القدير بأن يسخر كل ذلك لوقت سابق لأوانه فيرسل جنوده بين الحين والآخر على هيئة ظواهر كونية كالزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها، ربما للتذكير بنعمه وملكوته وربما لحكمة أخرى لا يعلمها غيره..
" وما يعلم جنود ربك إلا هو(31)"
سورة المدثر
ومثل هذه الظواهر تحدث في كل مكان وفي كل زمان، فهي من سنن الخالق ولا يشترط ان تكون لها علاقة طردية بغضب أو عقاب، فليس كل ما يحدث يعلم البشر غايته، نحن أضعف بكثير من أن نفهم حكمة الخالق في مشيئته..
حيث كانت هناك سنين القحط في زمن سيدنا يوسف وكان هناك الجوع في زمن سيدنا محمد (صلى الله عليهما وسلم)، وكان عام الرمادة في زمن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).. أي إن سنن الطبيعة تواجدت عبر العصور وخلفت آثارها الجسيمة على مر التاريخ، إذن فلنهدأ ولنقلل من تحليلاتنا الخامدة..
وإلى من يهمه الأمر.. دع الموقف الإنساني منك يتجاوز الجانب السياسي، وإن لم يستطع قلبك التضامن مع ضحايا هذه الكارثة، فإلتزم السكون.
ونسأل العليم ببواطن الأمور وظواهرها أن يرحم الشهداء ويمنح القوة والصبر للناجين من هذه الفاجعة.. قلوبنا معكم.. فدموعكم تغرق أعيننا ونعيش معكم نازلة الصمت.
بقلم: #أسن_محمد
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة