لقمان الحكيم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لقمان الحكيم

وصايا لقمان لانبنه

  نشر في 17 يوليوز 2023 .

لقمان الحكيم

الذي ذكره الله في كتابه الكريم ،وآتاه الحكمة ، وأنزل سورة باسمه نهاية هذا الكتاب فقد كان رمزا من رموز الحكمة قال تعالى(ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غني حميد )سورة لقمان آية 12 .

اختلف المؤرخون فيما اذا كان لقمان نبيا أو رجلا صالح ولكن الأصح وما اتفق عليه العلماء هو انه لم يكن نبيا .وكان رجلا صالحا والله أعلم .

اسمه هو لقمان ابن ياعور واشتهر ب لقمان الحكيم كان عبدا مملوكا فقيرا مسكينا وكان يعيش في بلاد النوبة التي تعرف اليوم (بنوبة حبشي) في محافظة أسوان جنوب مصر وكان حاله من حال أهل قريته ولكنه تميز بأنه كان يحل النزاعات بينهم وكانوا يستمعون له ، ليس لأنه صاحب مال أو حسب أو نسب ولكن لما كان يتصف به من صفات تدل على حكمته مثل الشجاعة والوقار و كان كلامه حكما .

ولد في زمن نبي الله داوود عليه السلام واختلفت الروايات حول عمله فقيل أنه كان خياطا وقيل راعي أو نجار .

ومن قصصه أن سيده أي مالكه ، طلب منه أن يذبح شاة ويأتي بأطيب مضغتين فيها فآتاه بالقلب واللسان ثم في اليوم التالي طلب منه أن يذبح شاة ويأتي بأبخبث مضغتين فيها فآتاه أيضا بالقلب واللسان فتعجب سيده وقال طلبت منك أخبث مضغتين في الشاة فأتيتني بالقلب واللسان وطلبت منك أطيب مضغتين فأتيتني بهما ، فقال لقمان ليس شيئا أطيب منهما اذا طابا وليس شيئ أخبث منهما اذا خبثا .

والحكمة في هذه القصة هي أن لقمان لا يقصد الشاة بطيب القلب واللسان ولكنه كان يقصد الانسان بشكل عام و سيده بشكل خاص فمن الصعب أن يقول العبد لسيده طهر لسانك من الكلام البذيئ وطهر قلبك من الكبر والحسد والحقد ، فقد يكون لقمان قد رآى من سيده جهالة وبذاءة في الكلام وتوحشا في القلب فوجد هذه الطريقة مناسبة لينصحه ويذكره بتحسين وتطييب قلبه ولسانه

وقد وافقه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسل يقول (الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله ، واذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) متفق عليه .

وأيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) متفق عليه.

وقد كان زمن لقمان قبل زمن نبينا محمد وعلم ذلك بما آتاه الله من حكمة ، وبعد أن رآى سيد لقمان حكمته وعلمه قرر أن يحرره من العبودية وصار لقمان حرا .

وبعد ذلك قرر لقمان الحكيم الانتقال من مصر الى فلسطين وكانت فترة بعث سيدنا داوود عليه السلام وعمل أجيرا معه حتى تأكد سيدنا داوود من حكمته وذكائه فعينه قاضي على بني إسرائيل ثم أصبح قاضي قضاة (أعلى ناصب القضاه).

وعرف لقمان بقلة الكلام واذا تكلم نطق بعلم وحكمة وكان كثير التفكر حسن الظن أحب الله فأحبه ومن عليه بالحكمة .

ويحكى أن داوود عليه السلام عرض الخلافة على لقمان فقال له :يالقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس بالحق قال لقمان : ان أجبرني الله عز وجل قبلت فاني أعلم أنه ان فعلت ذلك أعانني وعلمني وعصمني وان خيرني ربي قبلت العافية ولا أسأل البلاء وكان هذا رده خوفا من يظلم ولعلمه بأن الحكم والخلافة مهمة شاقة ونظر الى مشقتها بغض النظر عن كونه حاكم على الناس .

وصايا لقمان لابنه وكانت أول وصية هي أهم تلك الوصايا وهي جوهر الايمان والأهم لكل انسان على هذه الأرض قال لقمان لابنه :لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم والانسان اذا أشرك بالله فقد ظلم نفسه لأنه سوف يخسر الدنيا والآخرة وسوف يخسر نفسه .

ثمم وصاه بمخافة الله ،وعلمه ان الله لطيف خبير واخبره بقدرة الله ومعرفته بكل شيئ وان الله لا يخفى عليه شيئ ومعرفة ذلك تزرع في الانسان تقوى الله وتقربه للخير قال الله تعالى (يابني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله ان الله لطيف خبير) سورة لقمان آية 16.

ووصى لقمان ابنه بوالديه كما وصانا الإسلام بهما قال الله تعالى (ووصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك الي المصير) سورة لقمان آية 14 ، وفي هذه الآية نلاحظ ان الله لم يقل وصى لقمان ابنه بوالديه ولكن قال سبحانه وتعالى ووصينا أي ان الله وصى الانسان في فطرته بوالديه فكما نعلم أن حب الأم والأب طبيعة في البشر لا تحتاج الى تعليم وضعها الله في قلوب خلقه ومن كان عاقا أو خالفها فهو يخالف فطرته التي خلقه الله عليها .ونلاحظ أن الله ذكر الأم وحملها والرضاعة ولم يذكر فضل الأب ولكن الحقيقة أن الله ذكر الأم والأب حي قال (ووصيانا الانسان بوالديه ) وهما الأم والأب وذكر الحمل والرضاعة اخبارا بها لأن الانسان لم يشهد حمله ولم يكن واعيا أثناء الرضاعة فالله يخبرنا بما لم نشهده ،ولكننا سنعرف فضل الأب في الحياة فهو العائل والسند وللأم أيضا أفضال في التربية والاهتمام ولكن الله لم يذكرها لأننا سنراها ونعيها بأنفسنا .

ووصى لقمان ابنه بالصلاة لأنها الصلة بين العبد وربه وحثه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونجد تشابها بين وصايا لقمان وبين الإسلام مع العلم بأن لقمان كانفي زمن داوود عليه السلام قبل بعثة نبينا عليه أفضل الصلوات والتسليم .

وحثه بعد ذلك بالصبر على مصائب الدنيا ووصاه بالتواضع ونهاه عن التكبر على الناس لأن بحكمته كان يعلم أن الله لا يحب المختال المتكبر قال الله تعالى (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا ان الله لا يحب كل مختال فخور)سورة لقمان آية 18 .

ووصاه بالوقار والاقتصاد في المشي وخفض الصوت لأن الناس تنكر ويزعجها من يستخدم صوته للتهديد أو التعالي عليهم وضرب مثلا للصوت المزعج الذي ينكره الناس وهو صوت الحمار . قال الله تعالى ( واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر الأصوات لصوت الحمير) سورة لقمان أية 19 .

لم يذكر القرآن الكريم وفاته ولا مكان قبره فليس لنا علم بذلك ولكن رحمة الله على العبد الصالح الحكيم لقمان ونسأل الله أن يؤتينا مما آتاه من الحكمة . 


  • 1

   نشر في 17 يوليوز 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا