منذ مدة ليست بالقصيرة و وسائل التواصل والاعلام ببلدنا الغالي تنشر محتويات فارغة و تبدع في تكريس آليات صناعة التفاهة !
و كل مرة كنت أمني فيها النفس و أقول أنها موجة سخف عابرة ، مد سيعقبه جزر ... لكن المعضلة أن المد في تقدم مستمر و التفاهة في تكاثر مريع !
اعلام سخيف ، وضع الميكروفون بيد مجموعة هبل ، لا أدري أ درسوا الإعلام في معاهد أم في مواخير.
أخبار تافهة ، مواضيع ماجنة بعناوين مستفزة وحوارات عقيمة مخجلة .
أتعلم أيها " الإع لامي" أنه بينما أنت تنجز سبقك الصحفي عن العقيقة الأسطورية لفلانة و عن فساتين قريناتها على البساط الأحمر ، هناك جنائز في الجزء المنسي من هذا الوطن تقام لملائكة غادرت أرواحهم أرحاما نحو السماء، لأن بساطهم نحو المستوصف لم يكن مخمليا أحمرا ، بل لم يكن حتى معبدا!
أليسوا أحق بأن تهرعوا إليهم بكاميراتم المصونة؟ أليسوا أحق بأن تساهموا في فك عزلتهم؟؟ أم أنكم لن تحظوا هناك بولائم دسمة و مرافقة نجوم !
أصبحنا دولة التناقضات بامتياز، نخشى على صورة الوطن و تثور ثائرتنا ان مسها غريب بسوء، ثم لا نتوانى عن تلطيخها بأيدينا و أمام الملأ على شاشاتنا!
نشرات أخبار جلها تمجيد للأنشطة الملكية ، برامج ترفيهيةيتحول فيها المقدم لمهرج والفنانون لكراكيز ، أما عصارة الإبداع فهي برامج عن الاجرام و العقوق ... لا قيمة مضافة فيها !
صديقي الإعلامي ، شتان بين الخبر و الفضيحة و شتان بين الترفيه التهريج !
أوقفوا موجة السخف هاته و ارحموا عقولنا و ارحموا أجيالا تتشرب منكم التفاهة.
ارتقوا فقد و صلنا للقاع فعلا ... وقعنا في بئر السخافة و لازلنا بانتظار قافلة العزيز...