...في زمنٍ ما... و قبل ان تهبط للأرض... كان بين روحي و ذاك المدعو الموت قصة حب كبيرة... عاشا في العالم الآخر مدةً طويلة... كانت ساذجة لدرجة التغاضي... و كان ماكرًا لدرجة أن يتملّص من حبه... أغواها لتسعة أشهر بجمال البدايات... و أرسلها للدنيا لأجل غير مسمى... راح يبحث عن ضحيةٍ جديدة... أما هي فحاولت مرات عدة أن تعيد لمّ شملها به... دون جدوى... ففي كل مرة... يَجيء ليُلقِي نظرة ازدراءٍ على أساليبها التافهة ويمضي... اتخذت بعدها بدلًا له السقم عشيقًا... عسى الغيرة تعيد الحبيب المتعجرف... كان الاخير (السقم) وفياً لحدٍ لا يوصف... لم يفارقها يوما... أما الاخر (الموت)... فظل يتربص بالعاشقين من بعيد... و ما ان اعتاد احدهما على الاخر حتى دنى... عاد لينتقم و يطفئ جمرات حقده المتقدة... تلك التي أشعلها بأعواد كبريائه... عاد فنفى العاشق لجسد ميت... و تلذّذ بتعذيب المعشوقة... نكّل بها و اعتصر منها كل قطرة سعادة زائفة ارتشفتها... جعلها تدفع ثمن مالم تختره يوما... جعلها تدفع ثمن سذاجتها لحد الخضوع و التغاضي...