نحن واللاشعور وماذا لو فتحنا ذلك الصندوق المحرم؟
العقل الباطن
نشر في 12 نونبر 2022 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
اللاشعور هو ذلك المستودع المظلم لخبايا الإنسان.. فهو كالصندوق المحرم فتحه لإحتواءه على أسرار دفينة لا يحق لأحد سوى صاحبه الإطلاع عليه سرا بين الحين والآخر..
((وقد يترجم اللاشعور أحيانا بزلة اللسان، زلات القلم،أو النسيان وضياع الأشياء..))
فنحن أحيانا نشعر بالذنب بسبب نسيان لفعل أمر ما، أو التحدث بما لم نرغب البوح به.. رغم علمنا بكون ما حدث كان رغما عنا.. ولكن هل من الممكن أن يكون السبب الحقيقي وراء ذلك النسيان أو الخطأ بكوننا لم نرغب بفعل ذلك الأمر منذ البداية؟!
ولربما كانت هنالك ضغوط خارجية تؤثر على رغباتنا.. فإنتقل كل ذلك إلى مرحلة اللاشعور أو إلى( صندوق الأسرار )!
حيث يرى فرويد إن زلات اللسان هي أحد الأمور التي قد تعبر عن خبايا أي فرد.. وإن أغلب دوافع السلوك هي دوافع لاشعورية مكبوتة في العقل الباطن تحرك سلوكنا دون إدراك منا...!!
فمثلا قد تظن بكونك على علم بالدوافع الحقيقية لسلوكك وارائك.. لكن في الواقع هناك دوافع أخرى لهذا السلوك تكون قد خبئت في منطقة اللاشعور..
وقد إستنتج فرويد بكون تراكمات الضغوط التي نتعرض لها دون البوح بها تنتقل إلى العقل الباطن وتترجم إلى إضطرابات مستقبلية..
ومنها خرج بمقولته الشهيرة:-
" إذا حاولت أن تدرس حياة الذين يسودهم روح التمرد والقلق فيجب أن تذهب إلى الأعماق، حتى يمكن لك أن ترى حقيقة الإنفعالات التي رسخت في اللاشعور أو أعماق العقل الباطن"
فقد كان فرويد أول من شجع بتسليط الضوء على تاريخ الفرد لتظهر الحقائق واضحة تحت مجهر الماضي..
لكن نظرية فرويد هذه لقت الكثير من الإنتقادات لكونه وصف الإنسان بكونه مسير في أفعاله وأنه لا حول له ولا قوة..
فبين نظرية فرويد أو نظريات لعلماء آخرين.. تبقى الرؤيا المنطقية موحدة حول شخصية الإنسان وسلوكه الذي ينبع من أسباب متعددة.. منها الطفولة وأساليب التربية أو الكبت والوراثة..
بقلم: أسن محمد
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة