قف من جديد! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قف من جديد!

الفشل الذريع هو أن لا تقف على قدميك من مصرعك!!

  نشر في 21 غشت 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


(تنبيه: ما بين القوسين مقتبس)

يوم نتائج الامتحان كيوم الحساب; كل طالب يقول: نفسي! نفسي!.

يأتي الأستاذ لكشف النتائج ويرتجف قلبه هولا وخوفا..يرهف أسماعه إليه شزرا: أيكون القسم حلوا أم مرا؟!.. الكل يريد النجاح,والكل يطمع في الفلاح...كلما دنا دوره ارتفع مستوى نبضات قلبه، ودقات فؤاده... يكاد يغمى عليه روعا وفزعا! وكأن الطيش يسيطر على عقله ذعرا وجزعا.

وحينما يشرع الأستاذ في عرض أرقامه يشعر بأن صوته سهم رائش نفذ في صدره,وجرح جرحا يكاد ينخلع فؤاده!.. يا له من ألم شديد! ..لقد خاب ظنه! وذهبت مساعيه أدراج الرياح! لم يبلغ مناه ولم يتحقق حلمه!...ولكن على الرغم من ذلك من كان يثق بنفسه ولم يشعر بالنقص والدونية لا يبالي بما سمع,ولا يعبأ بفشله,ولا يكترث لنتائجه وإخفاقه,ولا يحتفل بما يكون عائقا في سبيل هدفه.

 وهناك-للأسف-طالب يقف-وحيدا متململا متلهفا يده-في زاوية الجدران,يعض بنانه ويلوم نفسه,ويعاتب عليها بما دهمه. لقد سقط في يديه وشعر بالعجز واليأس. ركز جل شعوره على الإخفاق في بلوغ مرامه,وعلى نيله المستمر بمستوى أقل من مطلوبه, وصرف كل فكره إلى درجاته القليلة.

أنا اليوم مخاطب إليه لعلي أكون سببا في تسلية قلبه وتسرية كربه:

١:عالج شعورك بالنقص:

فلا تعذب نفسك, ولاتلومها على أمر خلا; فما مضى فقد انقضى. ((لا تحزن على شيء فقدته فربما لو ملكته لكان الحزن أكبر!)). إنما عليك أخذ العبرة منه للأيام القادمة.

كن حرا وقل لماضيك السيء:لا أريدك بعد اليوم لأن ذكراك تهدم مستقبلي الرائع. ليكن تفكيرك إيجابيا; فإن الأفكار السلبية تمنعك من التقدم في حياتك بشكل أفضل, ويحرمك من خوض التجارب وشؤون الحياة.

قدر نفسك ولا تستخف بقدراتك ولا تحقر ذاتك بالضعف والعجز. لا تقل: خاب سعي وهدر جهدي, ولكن تذكر-ياأخي- أن الجهد لا يخدع صاحبه أبدا {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ (41)} [النجم : 39-41]

فلا تتعجل واصبر ((فمن طلب الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه!)). دع الهم والقلق فإنك على الرغم من جهدك وسعيك إذا لم تجد أي طريق للنجاح فستصنع أنت الطريق!! نعم!.

انس أنك تجتهد للحصول على التسعين والمائة بل ركز على تكوين ملكتك وإعداد موهبتك; فإنه إذا ضاعت شهادتك وأوراقك بسبب الحرق أو السرق فلا معنى لوجودك وشخصيتك!! وكم رأينا من أناس فاقوا الجميع بمهارتهم وموهبتهم مع أنهم لا يعلمون أول حرف من "الشهادة".

النجاح ليس في الأرقام والشهادة; فإن النبي صلى الله عليه وسلم حقق أعظم نجاح في الدنيا وهو أمي لا يعرف القراءة والكتابة.... لأنه كان يمتلك المهارة والموهبة الموهوبة من الله.. 

عندما تخرج من قاعة الاختبار مزق أوراق الأسئلة وكن فرحا فإن هدفك هو الأصل لا الامتحان وبدء الكآبة أن تتحقق من صحة الأجوبة.

والشيء الأهم أن ترضى بقضاء الله وقدره فما أروح للنفس وأسكن للقلب من الصبر والرجاء.

{وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216]

٢:ثق بالله ثم بنفسك ولا تخف من الفشل:

واعلم أن ما يضطلعه الرجل لا يستطيعه الطفل. ((وتذكر أن الطيور الرابضة في الأشجار لا تخشى انكسار أغصانها; لأنها لا تثق بها بل إنما تثق بأجنحتها)).

يا أخي! إن السبب الوحيد الذي يجعل حلمك مستحيلا هو الخوف من الفشل والإخفاق ومصدره: عدم الثقة بالنفس.

((إن الثقة بالنفس لا تأتي من كونك دائما على حق بل من كونك غير خائف على خطأك)).

تذكر أن الفشل هو الفرصة السانحة الوحيدة التي تتيح لك البدء من جديد بذكاء أكبر وحماسة أكثر ((فإن النجاح هو أن تمر بفشل وراء فشل دون أن تفقد شجاعتك)). 

{إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ } [الرعد : 11]. فغير نفسك وجدد حياتك من جديد....

إن الفشل الحقيقي هو أن لا تقف على قدميك من مصرعك!!

الكمال ليس صفة للبشر فلا تعتقد أن أخطاءك نهاية العالم بل اعترف بها ولكن اقطع وعدا وأقسم على نفسك بتقديم الأفضل في المرة القادمة.

والفائز هو من تجلت له العبر فاعتبر "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".

٣:حدد هدفك:

وانطلق طموحا وافعل ما ترغب فيه وتفضله ((فإنه ليس بإمكانك أن تحقق الفوز إلا إذا أحببت بما تقوم به)). كن رجلا هدفه في معالي الأمور لا ترضى بشيء خسيس وليكن همك أن تغير العالم ((فإن العالم يفسح الطريق للذي يعرف إلى أين هو ذاهب؟!)).

((اعلم أن في كل شخصية موهبة فيها امتياز،  فيها جانب تفوق، فيها استعداد،  فيها بذرة عبقيرية، ولكن هذه الملكة لا يفطن لها صاحبها فتضيع عليه ويخيل إليه أنه إنسان عادي)).

فابحث عن موهبتك التي خلقها الله فيك ركز عنايتك عليها ف"كل ميسر لما خلق له".

((تذكر أنه إن حكم على السمكة بالفشل لعدم قدرتها غلى تسلق الشجرة فقد قتلت ملكة السباحة لديها)).

يا أخي! إذا لم يكن الهدف الذي تسعى إليه هو هدفك الشخصي فلن تنال السعادة عند تحقيقه.

لا تشغل بالك أبدا بما يمتلك غيرك من المهارة والصلاحية,ولا تقارن نفسك معهم, ولا تصغ إلى من يسرق أحلامك حتى ولو كان أبوك وأمك.

(( إياك أن تدع غيرك يلون حياتك فقد لا يحمل في يديه سوى قلم أسود!!))

كن حرا وافعل ما تريد وفق دينك ومبادئك وأخلاقك وحسب قدرتك... وكن كالطير في الآفاق حرا.

٥: نظم حياتك:

وخطط الجدول اليومي تسير عليه بنظام متسق فما في الكون شيء إلا وله نظام محدد وله خطة معينة. 

أما ترى كواكب النظام الشمسي تجري في فلكها لا تحيد عنه ولا مثقال ذرة؟!. أما ترى الليل يعاقبه النهار، والنهار يتابعه الليل في نظام وقانون!؟ 

وما إلى ذلك من الأمثلة. 

حتى الطيور والحيوانات تعيش على نظام. وكل ذلك يوحي أنه ما أفلح شيء إلا وكان له نظاما وقانونا. 

وأنت إنسان فأجدر بك أن تنظم أمورك وشؤونك… 

٤:استخدم العبارات التحفيزية:

فذاك من مفاتيح الفوز والنجاح; على سبيل المثال اكتب هدفك الشخصي في أوراق عديدة، أو اكتب عبارة مؤثرة تذكرك بهدفك مثلا:"سأستطيع فعله ولو اجتمع الليل والنهار وتصادمت السماوات والأرضون!", ثم علقها في جدران بيتك وغرفتك وعند سريرك وفي خلفية جوالك وشاشة القفل وعلى غلاف كتابك; أي: في كل موضع يلتفت نظرك إليه دائما; فهي تشجعك دائما على مواصلة الدأب والعمل، وعلى المثابرة والجهد المستمر, كلما تنظر إليها ينتابك شعور غريب; شعور للتقدم والتصدي.

٥:ثابر على السعي:

((فليس تحديد الهدف هو أهم مافي الأمور بل الأهم هو خطة السعي وراء تحقيقه والالتزام بها))...فاعتزم وكدّ فإن مضيت فلا تقف، واصبر وثابر فالنجاح محقق. قل: لا شيء مستحيل,لا أعرف اليأس بسهولة,ولا أعرف التسليم للهزيمة.. فإن اليأس يقتل كل شيء: ((اليأس موت بلا بعث.))

(( تخيل بأن كلمة "Impossible" هو "I am possible" ))

((كن صادقا في تحقيق حلمك فالظروف تساندك للوصول إليه، تذكر أن النجاح سلالم لن تستطيع أن ترتقيها ويدك في جيبك. إن الحياة مليئة بالحجارة لا تتعثر بها بل ابن بها سلما تصعد به نحو النجاح. فالنجاح لا يحتاج إلى أقدام بل إلى إقدام)).

فهيا للتقدم والتصدي بهمة بل بعزيمة لا تني ولا تلين . تذكر أن الذي غير مجرى التاريخ كان عنيدا مصرا;  لأنه يعلم أن لكل مشكلة حل فلا شيء صعب مع الإصرار وعدم الاستسلام.

إياك أن تنسى أن النجاح بالعمل لا بالأمل:

((هيا معا نبني الأماني بالإصرار وبالتدريب والمران))

منحك الله تعالى هذه الحياة القصيرة, إنها نعمة عظيمة فلتستغلها; إنها فرصة ثمينة.

 هات أمام العالم شيئا تحيا به بعد الممات!.

         ليس الآن فليس للأبد!

هيا فلتحطم رقم الأمس القياسي ,هات اليوم بشيء أحسن من الأمس ,بشيء مختلف, بشيء جديد. ووالله لا يجديك أي شيء شروى نقير إلا أن تهبه من نفسك كل صغير وكبير.

تقدم خطوة بعد خطوة لا تقف في مكانك ولا تنظر خلفك,تفاءل وابتسم ودع الجرح يلتئم سيجعل الله لك سبيلا ثق به فهو حسبك وهو معك أين ما كنت {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت : 69]

ومن أراد المزيد فعليه بالسلف الصالح فإن فيهم شفاء العليل وإرواء الغليل. والله أعلم.


  • 1

  • عبد العزيز يوسف
    لا علاقة لي إلا بالعلم والعمل وما يقتضيهما بهما تصفو حياتي ومعادي ولا أنشد غيرهما
   نشر في 21 غشت 2019  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Touhid Alam منذ 5 سنة
لا بأس بها....... تابع وتقدم ! فالسبيل طويييييييل !
بارك الله فيك!
0
عبد العزيز يوسف
شكراً على التشجيع.....
بارك الله بك...

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا