رحلة القلم عبر التاريخ

القلــــــــــم هو ما يُكتب به على الاشياء المختلفة،وهو اول الكائنات خَلقاً ثم دواة الحبر " النون" فقد جاء عن ابى هريرة انه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول "اول شيء خلقه الله هو القلم، ثم خلق النون وهى الدواة وذلك فى قوله تعالى (ن والقلم وما يسطرون ) ثم قال له : اكتب . قال وما اكتب ؟ قال : اكتب ما يكون – او- ما هو كائن من عمل، او رزق، او اثر، او اجل . فكتب ذلك الى يوم القيامة ، فذلك قوله " ن والقلم وما يسطرون " ثم ختم على القلم فلم يتكلم الى يوم القيامة ثم خلق العقل وقال : وعزتى لاكملنك فيمن احببت ،ولانقصنك ممن ابغضت " صدق رسول الله صل الله عليه وسلم .

وقد مر القلم عبر التاريخ على الارض برحلة طويلة بدأت منذ حاول الانسان ان يسجل مشاهداته واحاسيسه اوما يخطر بباله على الاحجار، او ما شابه فكانت اول ولاده قلمية، والتى سجلها التاريخ فى كهوف الصحراء الكبرى، وجنوب فرنسا، واسبانيا عندما استخدم الانسان اصابعه، وغمسها فى دم الحيوانات ثم رسم بها وخط على جدران الكهوف او الاحجار ثم تحول الانسان الى استخدام عيدان الخشب والبوص وريش الطيور كبديلا لاصابعه بغمسها فى الاحبار والاصباغ وسميت هذه المرحلة مرحلة الكتابة الصورية او التصورية وقد قدرها العلماء بما يزيد عن خمس وثلاثون الف سنه سبقت اختراع الحروف .

فى مطلع الالف الرابع قبل الميلاد اجبر السومريون الكتابه على المرور من خلال منعطف خطير حيث اخترعوا قلم الكتابه وهو عبارة عن عود من الخشب يكتب به على الطين اللزج،ثم تجفف هذه الكتابه بعد وضعها فى الشمس وقد اطلق العلماء على هذا النوع من الخط الخط المسمارى ثم استخدموا الاقلام المدببة المصنوعة من اغصان الاشجار الصغيرة والكتابة بها على الطين الطري وكان ذلك فى عام 3500 ق م .

فى وقت غير بعيد عن تلك الفتره اقتبس المصريون القدماء ادوات مشابهه لذلك فصنعوا الاقلام من القصب ثم ريش الطيور ثم اخترعوا الريشة المعدنيه فى العصور الوسطى .

يقول علماء الاثار ان الفضل للكانعانيون الذين وضعوا بدايات تشكيل الحروف ومن هنا بدأت حقبة جديدة من الكتابة اثمرت على تطور الكتابة والحروف والسعى وراء تطور القلم ؟

ولما كان العرب شديدى الاعتزاز بلغتهم وبخطهم العربى والذى اعتبروه مرآتهم على جمال لغتهم وهيبتها وكرامتها ولعلنا نذكر جميعا مقولة الرسام العالمى بيكاسو الذى يقول " كلما حاولت ان اصل الى ابعد نقطة فى الرسم وجدت الخط العربى يسبقنى الف مرة " فلقد استخدمو ا اقلاما مختلفة من البوص ومن الاخشاب بعد قطها بزوايا مختلفة حسب نوع الخط وان كانت هناك بعض الاقلام تستخدم حتى يومنا هذا كالقلم البسط المصنوع من الغاب والذى يستخدم فى تعليم الخط العربي.

لقد سبق العرب المسلمين فى وهج حضارتهم الامم عندما حاولوا ان يصنعوا قلما يوفر عليهم مشقة الغمس فى الحبر فكان لهم السبق فى هذا ، فيعتبر البعض العالم الجليل والكيميائى البارع جابر بن حيان هو صاحب فكرة السبق بينما يعتبر اخرون المهندس الاسبانى والعبقرى الطيار عباس بن فرناس صاحب الفكره .

ولانه لا ينمو ولا يتطور الا فى رحاب وظلال الحضاره فاتجهت صناعة و تطور الاقلام و الكتابة الى طريق التطور والازدهار .

ففى عام 1884 استطاع السيد "واترمان" اختراع قلم مزود بانبوبة او خرطوشة حبر داخلية بعد ان تمكن من اقناع المتعاقد معه ونجاحه فى جذب الصفقة واثناء التوقيع وبعد ان احضر ريشة ومحبرة للتوقيع انسكب الحبر على العقد فكان ذلك سببا فى ضياع الصفقة الامر الذى دفع وتارمان الى الغيظ والحنق فقام بتصميم قلمه الشهير والذى مازال يحمل اسمه حتى الان ثم تم صناعة قلم الجرافيت " الرصاص " ثم اختراع الاقلام الفولوماستر على يد اليابانيين

مرحلة انفصال الانسان عن الحبر

فى كل المراحل السابقة كانت هناك دواة وكانت هناك اداه ويربط بينهما مادة تستخدم للكتابة وكانت فى الغالب هى الحبر مع اختلاف اشكاله وطبيعته الاهم من ذلك كله كانت هناك علاقة خفيه تربط الانسان على مر العصور بالقلم وبما يكتب او يسطر الانسان ومع تقدم القلم فى تطوره انجرف فى سيل التقدم العلمى والتكنولوجى فانفصل الانسان غن القلم وضاعت تلك العلاقة الخفية بينهما.

حدث ذلك فى الفترة التى تشكل فيها القلم بشكل مختلف تماما وبعد ان جاء فى صورة اله تقوم بطباعة الحروف بطرق مختلفة كان ذلك تحديدا عندما تم الاعتماد على الالة الكاتبة فى الكتابة ومع التقدم العلمى فى الفترة الاخيرة لم تجد الكتابة مكانا على سلم التطور الا من خلال الانطلاق الى الفضاء المعلوماتى الرهيب فكانت لوحة المفاتيح هى الاداه وضاعت الدواه حتى اذا اردنا نعود الى الثوب القديم فان الكتابة تخرج لنا من خلال الة عرفت بالطابعات printer .

سر ارتباط الانسان بالدواة و القلم

يقول الله تعالى فى كتابه الجليل ومحكم التنزيل وبالتحديد فى الاية الاولى والثانية من سورة القلم " ن والقلم وما يسطرون (1) ما انت بنعمة ربك لمجنون (2)" .

فلكل انسان بصمة لا يمكن ان تتطابق مع الاخرى . بصمة بكل ما تحمله من معنى والعجيب ان لك انسان خط لا يمكن ان يتطابق مع الاخر وهذا الخط هو الخط الذى تكتبه بيدك باصابعك يحمل فى اغواره ملف سرى للغاية  

ملف من نوع خاص وهناك مقولة شهيرة تقول "Handwriting is the fingerprint of the mind " الحقيقة ان هذا الخط يحدد طبيعتك او حالتك النفسية بل والمزاجية وقد حدد من قبل كل مايختص بك عندما كتب رزقك وحالك وبالتأكيد لا يمكن ان تترجم هذه الحاله الا من خلال الكتابة باليد لا من على لوحة المفاتيح او غيرها .

لذلك سنقوم بتجربة بسيطة جدا راقب وتعرف على خطك او كتاباتك وانت فى حالات نفسية مختلفة عصبية او هدوئية اوغيرها ولاحظ وابحث عن القلم فى كل حالة

بل ان هناك اختبارات نفسية تجرى على المرضى النفسيين من خلال الرسم كما ان الصراعات النفسية لا يمكن ان تخرج الا من خلال القلم .

واذا ما حلقنا بتفكيرنا فى سماء الابداع القرأنى نرى وصف دقيق وجمال الربط بين القلم ووصف الكامل المختار محمد صل الله عليه وسلم .

تأمل

علم الجرافولوجى وتحليل الشخصية من خلال الخط

علم الجرافولوجى Graphology هو العلم الذى يبحث فى تحليل الشخصية من خلال الخط لديهم . حيث يعتبر العلماء ان خط اليد هو قراءة المخ والجهاز العصبى والحركى على الورق لدى الانسان وبذلك يستطيع المتمرس فى ذلك العلم ان يحدد انفعالات الكاتب واحاسيسه وميوله وشخصيته .

والحقيقة وانت تقرأ فى هذا العلم تلاحظ اشياء غريبة وعجيبة تؤكد عظمة القرأن بل ان البعض يدعو الزوجين قبل الزواج من فحص التكامل والتشابه بين خطيهما قبل الزواج او لفهم كلاهما للاخر .

المراجع

http://www.alriyadh.com/271384

http://www.albayan.ae/paths/books/1250781685162-2010-01-23-1.211250

http://www.dreamboxgate.com/forum/dream404751/

https://forum.sedty.com/t595337.html

http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1880&idto=1880&bk_no=49&ID=1950