هل رموك بحجارة النّميمة وظنّوا بك الظّنون و أساؤو إليك ؟ هل أسالوا دموعك و أحزنوا قلبك ؟ هل ضاق صدرك بما يقولون ؟ لا عليك إمض و لا تلتفت إليهم ، فربّك ينصحك إن تألّمت من أقوالهم أن تسبّح و تكن من السّاجدين ..
كثير من النّاس لا يرحم ، كثير منهم يغار و يحسد ، كثير منهم محروم من الحكمة و الرّحمة و أخلاق الرّسول ..
تصيبك الدهشة حين تصلك أقوالهم و نجواهم و همساتهم ، يُخيّل إليك بأنّهم يتحدّثون عن شخص آخر و ليس أنت ، أليس كذلك ؟
لا تندهش فمهما حاولت إقناعهم بأنّك طيّب القلب لن يتخلّوا عن الخانة التي وضعوك فيها ، حسدا من عند أنفسهم أو جهلا و إفتقارا للإيمان الحقّ..
لن يحبك حقّا إلاّ من يشبهك ..فلا تركض وراء من كان بعيدا كلّ البعد عن جمال روحك
رضا الناس غاية لا تُدرك فلمَ تحاول ؟ أنت لست هنا لترضي الناس ، فكلٌّ يراك حسب هواه ، أنت هنا لترضى عن نفسك و تسعى لإرضاء خالقك ..
الأيّام تنفلت من بين يديك ، فاليوم أنت شابا و غدا كهلا ، ثمّ تلقى الله ، فلا تضيّع وقتك في ما لا ينفع ، ركّز على حياتك أنت ، تعرّف عل الله ، طوّر نفسك ، إملأ حياتك بما تحب ، و أتركهم في ظنونهم يتخبّطون ..
ستنشغل أنت بما ينفعك في الدنيا و الآخرة و سينشغلون هم بك ، فمن هو النّاجح و المُفلح بينكما !
ألم يَصفوا الصّادق الأمين بالكاذب و السّاحر و الكاهن ! فما بالك بي و بك !
ألم يتقوّلوا على الله الأقاويل ! و هو العظيم ذو الجلال و الجبروت ، فما بالك بي و بك!
لن تنجو من بعض الألسنة الجارحة أكنت مُطيعا أو عاصيا أو تائبا ، فمن السّذاجة أن تكتئب بسببهم ، فإن كنت طائعا زدْ من تقواك و إن كنت عاصيا تُب إلى الله و لا تلتفت
" و لا يلتفت منكم أحد و أمضوا حيث تُؤمرون "
الناس تتكلّم لأنها لا تعرفك ، ولم تطّلع على قلبك ، الوحيد الذي يعلم سرّك و علانيّتك هو الذي خلقك ، فلا تبرّر و لا تهدر وقتك عبثا، فالذي يشبهك يفهمك , و الآخر يختلق الأشياء ليضعك، و يأبى الله إلاّ أن يرفع ذكرك و يعوّضك عن الألم الذي تسبّبوا فيه فقط أحْسن وأصْلح إن كنت مُقصّرا و إقتربْ منه أكثر سبحانه إن كنت أصلا مُطيعا ، و سترى العجب..