تلك المرة سأكتب عن انتصارا جميلا في سلسلة حياتي .. الحقيقة أنه ليس انتصارا فقط بقدر ما هو حلم طويل الأمد شهد الله  عليه وحده ...

احساس الفرحة وسط رفقاء الدرب علي مدي ثماني سنوات بالتمام لا يوصف أبدا حتي أنني مكثت لأيام  في نشوة متصلة وكأنني في حلم لا أود له بأن ينتهي ..وتمنيت لو كان بالإمكان أن يعاد اليوم ألف مرة ...

 أذكر  أول مرة دخلت بها كلية الطب كانت في يوليو للعام 2013 وقد كانت أمي برفقتي ...

واليوم أتخرج منها في الأول من يوليو لعام 2021 ..وبرفقة أمي وأخوتي ...

ثماني سنوات كفيلة لأن تغير أشياء كثيرة في الإنسان بالإضافة إلي رحلة الطب وحدها إنها تبددنا .. تعلمنا فن الإعتماد علي الذات .. القوة والمسئولية...

شعورك بأني قد صرت مسئولةَ مخيفا بعض الشئ ولكني يصيبني أيضا بالسعادة .. وكيف أن الله قد اختارني دون غيري كي أسلك هذا الدرب  الطويل الشاق...

ونعم الأفعال قد تقابل باللا تقدير واللا عرفان ولكني أحتسب كل لحظة من ثماني سنوات في عمري ضاعت في الطب عند الله وحده ...

فأنا أعلم بأن لدي رصيد آخر سيضاف في آخرتي مع كل دمعة بكيتها لأجل الوصول ..ومن أجل كل لحظة فرح أجلتها لأجل الطب ...

مع كل إحساس بالضيق .. مع كل لومات اللائمين ...مع كل الجحود والنكران .. لازال الأمل ينبض بداخلي بأن الله يعوض الفقد بعطاء أكبر  دوما...

كان ينقصني أبي وبشدة بالغة ..فقد كان أول من دعمني في خطواتي الأولي .. لقد أحببت الطب من أجله ولأجله ...

ولكن الحياة لا تكتمل دوما .. والدنيا تسلب منا الأشياء الجميلة والأشخاص  وأيضا تعطي وإن لم يكن  العطاء علي النحو الذي نريده ..ولكن عوض الله جميلا دوما رغم تذمرنا

..رغم تألمنا ..

رغم كل شئ تبقي خيرة الله أحق أن ترضينا دوما....

أعترف أن الطب أجمل المهن في الوجود وأعظمها .. ومدينة لكل ليالي الطب المريرة التي غيرتني بالفعل ولكن للأفضل وللأقوى ...

اللهم اجعل الطب شفيعا لي عندما أُسأل عن عمري فيما أفنيت وعن شبابي فيما أبليت ....

اللهم لك الحمد  دوما وأبدا كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك .....

بقلمي : د.إيمان فايد

طبيبة بشرية

الخميس : 1 يوليو 2021