الزواج مدرسة تربوية ربانية بكل معنى الكلمة ...انت لاتعرف نفسك حقيقةً الا بعد ان تختلط وتقترب من اشخاص يُفرضون عليك ويفرض عليك خالقك حينها ان تُخرِج مكنونات روحك ونفسك الحقيقية فستجد نفسك فجأةً تغار وتجد نفسك عديم الصبر وصاحب الفاظٍ نابية احياناً ..وتجد نفسك اناني لاتفكر الا بمتعتك وسعادتك حتى ولو كانت على حساب الشريك الاخر ...وتجد نفسك مهملاً وترمي بحملك على من معك وتحمله فوق طاقته ...وقد تكتشف انك من النوع الحقود فشريكك يتعذب وانت تستلذ بنومٍ عميق ...وقد تشعر بالكِبَر وانت تطالب شريكك بالاعتذار دون ادنى شعور منك بانك قد تكون انت المخطئ وليس هو فيُعمى على قلبك وبصيرتك ...

لولا الزواج لبقيت كل هذه الامراض الباطنية مدفونة في داخلك وانت تظن بنفسك خيراً !!!!!

الا من اتى الله بقلبٍ سليم .... قد يكون من رحمة الله تعالى عليك ان جمعك بمن يكون سبباً لتطهير قلبك وروحك فأنتَ او انتِ عند اهلك القدّيس المدلل المنزه عن الخطأ ...الكامل المكمل ...شريكك ليس امك التي تتغاضى عن اخطاءك وتبلعها بحبٍ وصفاء ...وليس والدك الذي اعتاد ان يعطيك بدون مقابل بكل تضحية ووفاء ...شريكك شخصٌ مختلفٌ عنك وعن تفكيرك وتفكير اهلك وعليك ان تدرّب نفسك على استيعابه والصبر عليه ومحاولة التقريب للالتقاء عند نقطة واحدة ...

الزواج ليس مهند ونور ..وكمال ونيهان ...هذه اساطير اصطنعوها ليجعلوك شخصاً حالماً ناقماً رافضاً لواقعك الحقيقي بعد ان تقيسه بما تشاهده فيها ...

الزواج مودةٌ ورحمة ...واختبارٌ لانسانيتك وصبرك وصلاح اخلاقك ...اجعل منه درساً تتعلمه وطريقاً تهذب به نفسك وروحك واحتسب ذلك عند من لايضيع عنده الصبر والمصابرة ويعوضك بجمالٍ باطني تتألق به امام نفسك وامام خالقك ...

عش هذه المدرسة الربانية بكل تفاصيلها ولاتهرب ...فالهروب ليس من مصلحتك ودليل ضعفك وعجزك ...وان هربت منها فثق انك ستوضع في امتحانٍ اقسى وامر ...الله يريد ان يطهرك ..ان يرفع مقامك ...فلا ترضى بالدنيّة ولاتستعجل الخير فالخير قادمٌ باذن الله ....

ام حبيب الله لينا