اللعنة لتلك الأنامل التي توقفت عن الكتابة لأمرٍ غير معلوم.
______
المٌ في الرأس ، ضَجيجٌ كَادَ يَذبحُني ، تعبٌ و إرهاق ،وكَأنَ السريرَ، نَبتَت لَهُ أشواكٌ باتت تُؤلمني ؛ حينما أضَعُ ذَلِكَ الجَسد المليءِ بالتعبِ عَلَيْهِ ؛ لِيسترخي ، تباً لتلكَ الأشواك ، شَوكةٌ فشوكة ، تتسابقُ كُلِّ منهما على جرحي اكثرَ فأكثر ، على أنْ تَزرعَ الألمَ في قلبي اكثرَ فأكثر ، على أنْ تُفرِغَ رأسي من كُلِّ امرٍ اخر ، و تجعلُ مِنْهُ كُرةَ صوفٍ عُلِقَ بها الشوك الحاد المؤلم .
كَم هي مؤلمة ، تَتشبثُ برأسي كالحيوان المُفترس الذي يَتغذى على فَرسيته، يُدخل أنيابهُ الحادة المليئة بالسموم بجسم الفريسة ، لتبدأ المسكينة بالنزاع ضِدَ الموت ، لتفارق الحياة وهي تحاول نزعَ انياب ذلكَ المُفترس من جسدها . يا رباه ، أيُّ عذاب هذا الذي أُصبتُ بهِ ، كأن جميع المخلوقات ، قَدْ دَعَوُا لي بالألم ، و قَدْ إستجابَ الله لدعائهم ، وها انا أتألم ، ألماً نفسياً ، لَيتهُ كان جسدياً ، رُبما كان لِيكونَ أخفَ ازعاجاً ، أقلَ الماً ، تباً لتلكَ الأشواك اللعينة .
***
تَتساقطُ كالمطرِ على جسدي ، ما زلتُ صامداً، واقفاً، لَنْ أميل . ما زلتُ و سأبقى أقاومُ ذلك الألم مهما زاد ، لَنْ أسمحَ لمن رمى الشوكة على جسدي بأن يراني أتألم ، لن أسمح بذلك .
أشعرُ بالضعف ، لا أنكرُ ذلك ، أشعرُ بتلك النار التي تحرق أحشائي من الداخل ، أشعر بذلك السَمّ الذي انتشر بداخلي - بسبب تلك الأشواك المجرثمة من قِبَلِ الذي رماها - ، يظنون أنني سأضعف ، أنني سَأسقط ، أنني سأميل و أنحني ، لَنْ يحدث ذلك ، لنْ أسقط ما دُمتُ أمسك قلمي و ذلك الكتاب ، لَنْ أميل ما دام قلمي واقفاً أستند عليه ، لَنْ أنحني ما دامت عيناي لا ترى سوى الكتب .
****
- أشكر كُلَّ من رمى الشوكَ على جسدي ، قَدْ علمتني كيف أكون كالقنفذ ، علمتني أنْ أتمسك بقلمي أكثر ، أنْ أرهق عيناي بالقراءة ، أن أتمسك بسلاحي أكثر فأكثر ، لكي أستطيع مواجهةٍ كل أمرٍ قَدْ يحاول أن يجعل مني شخصاً ضعيفاً مائلاً لا أفقهُ شيء .
- قلمي ، إياكَ و السقوط ، إياكَ أن تَكُفَ عن الكتابة ، ان سقطتَ سَأسقط معك .
- عيناي، لا ترهقا نفسكم بشيء سوى القراءة ، القراءة ستغذي عقلي الذي سيجعلني بسبب تلك الأشواك ، كالقنفذ ، لا أحد يقترب مني ، ولَنْ أتألم إن أصابتني الأشواك .
" الأشواك اللعينة "
-
شيرين قاعاتيأكتب لكي اعبر عن الضجيج الذي في داخلي