هادئة في مكانها .. لوحدها ترافق صمتها الثائر .. أنفاسها المتزنة تجعلك حائراً أمام هذا المشهد الربيعي المنظر ، و أنت تنظر إليها و تتسائل في حيرة ، أي إنسانة هي .. ؟ ، تتراقص أفكارك في عقلك المضطرب .. عيناك لا تكفان في التحديق إليها دون توقف ..
ساذجة هي .. هذا ما يتبادر إلى ذهنك الطفولي .. لا تتوانى ولو لبرهة من الزمن في أن تتجه نحوها .. تقول في ذات نفسك أنها قطعة سهلة الهضم ، حلوة المذاق ، كماء عذبٍ زُلاَلاً يروي ظمأك .. يا (أنتَ)
قررت الإقتراب بكل جرأة تملكها .. لكنك لا تدري أن ذرات جسمكَ ستصاب بشلل .. ، من تلك التي طننتها ساذجة ..
أصابك سهم صمتها ، وأرداك قتيل القلب و العقل .. لا تدري من أي إتجاه جاء .. ؟ حائرٌ أنت و الدهشة على ملامحك في لحظة إحتضار .. تسأل نفسك ، أفعلتها تلك الساذجة بي .. ؟
نعم .. بجرأتك تلك أعلنت موت أخلاقك و فساد نواياك ، لأنك وبكل بساطة أخطأت التقدير هذه المرة ..
التي ظننتها ساذجة ، هي عفيفة بقلب واحد .. كُنتَ (و أنت تنظر إليها نظرة الذئب)
أنها سهلة لتسقط في شباك صيدك المتسخة .. كالأخريات ..
علمتك درساً بلغة الصمت ، " أن وراء كل هدوءٍ .. ثورة بركان أحمر" سيحرق اليابس من أخلاقك الفاسدة
بحكمة عقلها .. مزقت كيانك لأنك لست أهلاً لها .. وذاك الذي يريدها بلون العفاف ، يراقبها من بعيد يطفئ مشاعره لها بين سجدة ودعاء في جوف الليل .. حتى تجمعه بها مودة ورحمة أنذاك سيعترف لها .. بكل حرية ..
لأنها بالنسبة له ذكية عفيفة و إنسانة قبل كل شئ .. "و ليست ساذجة" كما ظننت (أنتَ
-
جواد نصيرشعورٌ غريبٌ يراودني .. عندما أتذكر أني عابر سبيل في هذه الحياة .. راحلٌ في لحظة من اللحظات .. فأنا مجرد أنفاس مؤقتة .. تتجاذبها أمواج الحياة .. بين مد الحزن وجزر السعادة .. عتابُ يحاسبني .. ماذا فعلت فيما مضى من حياتي .. ؟ وأمل يجع ...