كيس الحلوى - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كيس الحلوى

يوميات الغربة 7

  نشر في 13 يونيو 2023 .

بسم الله الرحمان الرحيم 


والصلاة و السلام على سيدنا محمد النبي الأمي إلى يوم يبعثون 


شيء ما على طول طريق الأمل سقط مني . هل هو الأمل؟!!! 

نبدأ حياتنا كأطفال في يوم عيد .نجوب الطرقات نطرق الأبواب نملئ كيسنا بحلوى العيدية .  و لم يكن الكيس كافيا أحيانا فكنا نجلب معنا أكياسا أخرى إحتياطا .. 

آه كم كنا أطفال .. وكم كان خفيفا ذلك الكيس مهما ثقل !

فجأة قيل لنا أننا قد كبرنا وفجأة ما عدنا نجوب طرقات الأمل ونملئ أكياسنا حلوى .

وفجأة صرنا نجري ونلهث وصعب علينا حمل الكيس طول الوقت !

صار ثقيلا مزعجا متعبا ومنهكا 

أذكر أني تمسكت به وأصررت على أن أحمله  

ووجدت البعض ممن فقدوا أكياسهم .. حلواهم يهزؤون بي ..

وبعضهم يدعي أنه مشفق علي. أني ضعيفة عود وثقل الكيس على ظهري 

بعضهم كان يشجعوني فقط كي يكون سقوطي مدويا ويضحك فكلما ثقل حملي إرتجت الأرض حولي أقوى .

بعضهم لجئ لدفعي من أعلى جرف كي يسقط الكيس من فوقي. ونسي أني سأسقط معه 

بعضهم دفنني حرفيا حتى لا أنهض  من جديد وأحمل الكيس ثانية بحجة خوفه علي. بحجة حبه لي بحجة أني ضعيفة والعالم بشع ..

بعضهم ببساطة إدعى أنه سيحمل الكيس معي فسرق مني الكثير ..

وبعضهم تهجم و تنمر علي 

و بعضهم ضحك .. 

وبعضهم ألقى فيه الحجر والشوك 

وطول الطريق لم أجد من يشجعني أن أواصل وحتى من شجعوني لم يكونوا صادقين 

نكبر وننهك ونتعب وفجأة نكتشف أننا لن نواصل بكيس ثقيل مليئ . فنبدأ في إلقاء حمولتنا شيئا فشيئا 

بعضنا يخبئه بركن مظلم معتم حتى يعود له .. يطويه النسيان وينسى أن يعود له . لكنه يقلبه أحيانا بعصا الأمل عله يشتعل من جديد 

وبعضنايخبئه بخزانة ويفتح درجها مرة في الالف ليلقي نظرة على كيسه ويتذكر بحسرة 

وبعضنا

 بعضنا و في أول بركة رمل نسقط فيها نصرخ نمد أيدينا ولكن لا حياة ولننجو يجب أن نخفف كيسنا  .. ونجد أننا بدأنا نلقي بالأشياء الثقيلة منه.دون وعي منا أو إدراك أو إنتباه !

أجل بعضنا يلقي به بعيدا 

كسفينة توشك على الغرق فتلقي من على ظهرها ما تستطيع حتى مدافعها و وسائل حمايتها !

ثم نواصل السير أخف ونخرج من المطب الأول والثاني والعشرين.. كل مرة أخف

ولا ننتبه إلا والألم يعتصرنا.. لقد كنا نلقي بما في الكيس حتى إمتدت أيدينا إلى دواخلنا فنهشت منها ما تقدر وأفرغتنا مما نتقدر وسرنا ينقصنا الكثير 

ما كنا نعلم أنه كلما أفرغنا الكيس إلا و وأننا نفرغ حياتنا 

ما كنا نعلم أننا ننهش أنفسنا 

ما كنا نعلم أننا نقتلع أشياء فينا 

وفرغ الكيس .. وفرغنا 

وتألمنا

كان الكيس مليئا ولم نكن بهذا التعب .كان الكيس ثقيلا ولم نتألم مثلما تألمنا عندما فرغ 

أظن ألم الفراغ أكبر .. من ألم الوجود 

كنا نحمل على ظهورنا الحلوى وكنا نتعب والتعب مفرح .فنحن نحمل شيىا ثمينا 

اليوم فرغ الكيس والألم تضاعف بفراغه 

ألم الخيبة صار الكيس فارغا إلا من الخيبة 

ها أنا أجلس بركني أحاول تذكر شيء واحد كان بكيسي 

الذكرى ضبابية . المشهد يلفه النسيان 

هل حقا كان عندي كيس ?!!! 

يصرخ شيء بداخلي .أجل 

أجل يا غبية كان لديك كيس أكبر من الجميع .. به كل ما لا تتخيلين اليوم 

 اليوم أعترف أنني رميت الكيس بما فيه 

ببطئ بلا أن أتعمد أو أشعر 

وهكذا إنتهت قصة أحلامي 

تكسرت على واقع أنني  في عالم  يسرق الحلوى  و يحطمها بحجة أنها مضرة بالصحة .

وأعترف أن هذا المجتمع حطم كل شيء جميل فيا . وكل حلوى .. كل حلم كان يوما بكيسي 

اليوم تحول تركيزي وانتباهي لشيء فقط. كيف أبقى إنسانة .صارت هاته معركتي للأسف

وتقلص كل حلم لي للا شيء.. حتى بصدق نسيت يوما ماذا كان في الكيس .ماذا كان عندي من حلوى وكم  وماذا كانت أحلامي . 

اليوم صرت أحاول فقط أن لا تموت ذرة الإنسانية بداخلي 

وهاتهقصتي وقصة أغلب النساء. من ملكت يوما كيس حلوى .. كيس أحلام ورمته بعيدا 

إنتقلت من تلك الصغيرة المضيئة 

لهاته الغريبة يكسوها الرمادي . بلا لون أو حلم .


 







  • Uma's world
    أحب الكتب و القطط و الصباحات الشتوية الغائمة والإستماع لفيروز والأغاني الفرنسية الخالدة . هنا أحتفي بالقهوة ولها عندي طقوس خاصة . قهوتي قطي و كتابي وشمعة عطرية وأغنية وفكرة تجول بخاطري فأشاركها معكم في شكل مقال. هنا أهرب ...
   نشر في 13 يونيو 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا