أمس كان إحتفال بإتمامي ربع قرن من الزمن، أتذكر الكثير من الأيام التي تشبه بمرورها الطيف والأيام التي لم تكن تمر، أذكر تغيراتي المستمرة والأحداث التي كانت تنتزعني من ذاتي لتحولني لشخص أخر، نعم.... لقد تغيرت أكثر من مره.
وكان عامي الأخير هو الأصعب، كان إختبار قوي لم أكن أدري كيف أمر معه وكيف أتأقلم على الكثير من الظروف التي فرضتها الحياة، كيف أتقبل خسارة الكثير وأنا أبتسم في صمت، في يوم أكتشف أنني لست قادرة على الإستمرار.
أُهملت عملي حتى أنني خسرته، توقفت عن الدراسة، تقلبت علاقاتي ،أحتمل اللوم من الجميع، أُحاكم على ظروف لا أملك لها تفسير.
لا أعلم هل بالفعل أنا تخطيت كل هذا أم أنني ما زلت عالقة في مرحلة إنتقالية لم تنتهي بعد، ولكن ورغم كل هذا سيبدأ الربع الثاني من القرن وأنا سعيدة أنظر لذاتي التي لم أعد أعرفها فقد تغيرت مره أخرى، ويمكن أن أقول بصيغة من صيغ المبالغة أنني تبدلت.
أنا من كان يصنع ملامح كل شخصية أتغير إليها، أما ألآن ولِد بداخلي شخص صنعته الظروف من ملامح وصفات تنكشف لي يومًا بعد يوم، أنظر لوجهي بالمرآه محاولة التعرف على ملامحي ودراستها وكأنني غريبة عني أراني لأول مرة.
أنقل لكم تلك الكلمات التي لا تهم أحد ولكن ما ذكرته كان بدافع تقديم الشكر لكل من بقى معي، أعلم لم يكن بالسهل عليكم تخطي كل هذا، وبداخلي ألف عذر لمن لم يستطيع أن يكمل هذا المشوار وتحمل تلك التقلبات فلكل منكم قدر من الطاقة ولا يجب إلقاء اللوم بسبب إنتهاء قدرت أحدكم على التحمل فهذا ليس ذنب أحد.