بِضعُ ثوان - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بِضعُ ثوان

.

  نشر في 12 ديسمبر 2016 .

ليتنا نقدر على فهم هذه الحياة ..ليتنا نستطيع قراءة ما يخفيه لنا القدر ليتنا نعي كم من الوقت نحن بحاجة لإدراك الثماني ثواني التي نعيشها بكل احداثها و ايامها و سنينها بكل تفصيلة حسبناها فَارِقة غيّرْنا بها مجرى التي إدعيْنا أنها حياة.. تلف بنا الارض بلا هوادة تأرجِحنا و نحن نظنها ايام أسْميناها صباحات و أُمسيات و كثير من الأحيان اطلقنا عليها اسماء مختلفة حسب الظرف و طبيعة الحالة التي نعيشها في ذلك الجزء من الزمن عيد او زفاف او جنازة او لربما موعد سفر .. نركض خلف عقارب الساعة نخاف الفقر و الجوع و الشيب و الفشل و كم من الثواني سنكسب اذا أدركنا ان لا علاقة للوقت بنا و ما علاقة الوقت اصلا و كل ما في الامر مسيرة يوم منذ خلق الله الكون الى ان تتوقف المركبة عن الدوران.. و نواجه نحن الحقيقة المجردة الخالية من دوامة الفكر المرتبط بقناعة الازمنة .

 كم من الوقت يلزمنا لندرك ان البشرية جمعاء لها ذات العمر و ان بين نزول آدم و هذه اللحظة بضع ثوان و ان لا فرق بين ما اسميناه التاريخ و بين حاضرنا سوى بضع تغييرات لا تكاد تحصى اذا ما ربطناها بمفهومنا للوقت اي بآلاف السنين ..كيف تتغلغل ارواح في سيرورتنا تقاسمنا بعضا من الثواني تلك.. ارواح يلقي بها القدر جزافا بين احضان يومنا بعضها يكون طيف و بعضها يكون ضيفا و كثير منها يلتصق بنا حتى تنفذ كل الثواني و من يدري لربما نلتقي بهم جميعا اجساد فتية فوق ارض بلا عصور و لا اعمار.. كيف لأي فرد ان يكون متفردا كفاية و ساعته الرملية سكبت كل ذراتها أينما هو ادرك حقيقة ان ليس له الا ثانية واحدة فإما التفرد او الفناء .. و كم يكون الفناء رحيما كفاية اذا ما اقتاد الفرد الى معرفة انه خرج من الحياة الزمنية الى حياة ما وراء الزمن ليطلق العنان لكل طاقاته التي كانت قديما منعدمة الصوت ..كيف يكون التأقلم داخل هذا السجن حياة مكان صغير جدا لا يكاد يرى حُبِس داخله بلايين البشر تُجْبر فيه على كل شيء حتى على ان تدعي ان لك حياة..

هنا على هذه الارض المنبسطة جدا تتشابك المُسَمياتْ و نضيع نحن بين أسقفها العالية جدا فلا نطال السماء و لا حتى نجد ميناء نرسوا به و سفننا المملوءة بنا، و من منا لم يسأل نفسه يوما الى اين ياخذه الطريق الى معيشة روتينية كررها الوقت حتى مل من مشاهدتها و تركها تتخبط هنا هنا.. ام ان له نصيب وافر من العيش حتى نصب له الوقت كل انواع الفخاخ من احباط و خوف و كسل حتى يلقي به في حفرة الاستنساخ ذاتها لكنه تابع السير غير مكترث لا بهِ و بجيوش المتطابقين خلفه..


  • 13

   نشر في 12 ديسمبر 2016 .

التعليقات

مثقف منذ 5 سنة
نعم ندور كما تدور عقارب الساعة من دون ان نرى لما تركناه خلفنا
0
سبحان الخالق ، سبحان الله ، سبحان الملك العظيم ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، سبحان الله عدد ما خلق وعدد ما رزق وعدد ما كان وعدد ما سيكون سبحان الحي القيوم الواحد الاحد الفرد الحي الصمد ، إليه ترجعون ، بسم الله الرحمن الرحيم {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} النجم {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (19) الاسراء {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46) الكهف { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) الفجر {لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61) الصافات صدق الله العظيم .
0
علي العربي منذ 5 سنة
إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها..
اعمل لدنياك كأنّك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنّك تموت غداً..
الكاتبة العزيزة.. عيشي بالعبارتين اللّتين أوردتهما أعلاه، واتركي التفكير بما لا طاقة لك على احتماله. خلقنا الله بشراً، لنا عقول بشريّة تدرك أنّ السنة سنة واليوم يوم والساعة ساعة والعمر عمر، فلا تحاولي أن تدركي هذه المُدد بعقول الملائكة الّتي لطول أعمارها الشديد تدرك أن أعمارنا نحن البشر ما هي إلّا لمحات.. لا بأس في أن يذكر الإنسان الموت وما بعد الموت من برزخ وقيامة ليذكّر نفسه ويحضّها على أن تبتغ في ما عندها اليوم من امكانات في هذه الحياة الفانية الحياة الآخرة الباقية وتعمل لأجلها وتتزوّد لها، وحبّذا لو جعل الإنسان التزوّد لآخرته غايته في الدنيا، لكن دون أن يسمح للتشاؤم بأن يتسرّب إلى نفسه فيفرغها من التفاؤل ويحلّ محلّه، التفاؤل الّذي به تحلو الحياة، بل وتتحقّق الطلبات: (تفاءلوا بالخير تجدوه). باختصار عيشي حياتك واتركي هذه الطريقة في التفكير التي تجرّك إلى السوداويّة.
3
محمود بشارة
جزاءك الله كل خير . بسم الله الرحمن الرحيم { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (58) يونس .
hiyam damra منذ 6 سنة
فرغم ما بدى في المقالة من فلسفة عليمة إلا أن بها ملمح تشظي في النظرة نحو الحياة بعمومها ربما بتأثير المجريات التي تحدث في مناطق الجوار وتنعكس على رؤيانا والظروف الحياتية بعمومها مما يولد لدينا شعور بأن الحياة مرحلة شقاء.وهباء.. دام حرفك.
1
Raghda Fayez منذ 6 سنة
كلنا نعاني من الروتين ولاندرك حقا اهمية الثواني !
ما الحل
1
Marwa Zaghdoud
شكرا على التعليق اصبت المعنى و الفهم !

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا