نشكر لك اهتمامك بغيرك وسؤالك عنه.. لكن من فضلك جنّبنا فضولك، فلا تسأل عمّا لا يعنيك. لا تسأل العازب عمّا إذا كان وجد ابنة الحلال أم لم يجدها إلى الآن رغم أنه ما زال يبحث عنها منذ سنوات..

ولا تسأل العازبة عن ما إذا كان الخاطبون يطرقون بابها إلى الآن أم لا..

ولا تسأل من لم يُرزقوا الذريّة عن سبب تأخرهما في الإنجاب..

ولا تسأل الطالب عن سر تكرر رسوبه كل عام فلا يعلم ظروفه وشِدّاته التي تسقطه في الرسوب عاماً بعد عام إلّا الله..

ولا تسأل الموظف عن مقدار المرتّب الشهري الّذي يتقاضاه..

ولا تسأل أحداً بكم باع وبكم اشترى..

ولا تسأل.. ولا تسأل.. ولا تسأل.. لا تسأل عن أمور كثيرة لا ينبغي لك السؤال عنها لا يسعني أن أحصيها في مقالي هذا، لكنّ من يتحرى اللباقة يمكنه أن يعرفها فيجتنب السؤال عنها، فتحرج بسؤالك من تسأله وقد تحرج نفسك إذا أجابك بقوله: إن هذا ليس من شأنك.

كل هذه الأمور بيد الله ورزق من عنده يوفّق إليها من يشاء في الوقت الّذي يرى بحكمته أنّ ذلك الإنسان أصبح مستعداً لتلقيه فيبعثه إليه ويدلّه على الطريق إليه. ولعلّ الله ما منعه مما يريد إلا لعلمه أنه ليس خيراً له وإن كان هو يظنّه خيراً.

أنت تكشف عن جرح من تسأله بسؤالك، وليس لأحد أن يكشف الضمادة عن الجرح إلّا إذا كان يملك للجريح علاجاً يعينه على التئام جرحه، فإن كان في يدك علاجه فعالجه وإلّا فأحجم عن السؤال.

لا تسأله فتفتح جروحه، بل ارفع كفّيك وتوجّه إلى الله له بالدعاء بأن يعطيه ما ينقصه ويجعل له فيه خيراً وزيادة وسعادة، فمن دعا لغيره كثُر خيره، ومن دعا لغيره نال من الخير مثل ما دعا وأكثر. 

وفي السماء رزقكم وما توعدون.