التنمية البشرية بموضوعية بين التمجيد والتسقيط - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التنمية البشرية بموضوعية بين التمجيد والتسقيط

  نشر في 22 نونبر 2016 .


التنمية في أصلها النماء وأن تجعل الشيء ليس فقط مفيد إنما ينمو وتزداد فائدته على شتى الأصعدة ..

فهناك تنمية اقتصادية مثلاً ، وهناك تنمية ما يسمى بالتنمية البشرية التي تهدف إلى زيادة فعالية البشر وتحويل طاقتهم من السلبية إلى الايجابية ثم الفعالية ..

وتسعى لتطوير قدراتهم ومهارتهم بحيث يستخدم أكبر قدر ممكن من قدراته وطاقته ويقل قدر المستطاع من استهلاك معطياته في العدم ، سوءا كانت هذه المعطيات عبارة قدرات ، أو مهارات ، أو أدوات ..

قدرات مثل القدرة على القيادة ، ومهارات مثل التخطيط ، والأدوات مثل الوقت والمال والمعلومات ليحقق أكبر قدر ممكن من الانجازات والأهداف ، ولعل ابسط وانسب تعريف لها

الاصطلاحي هو : في الفرق بين الوضع الراهن والوضع المأمول

وتعمل على أمرين وهما تغيير القناعات وتفعيل الطاقات

ألـ HR هو علم تطوير الإدارة والأعمال

ألـ HD هو علم تطوير الذات

ولا شك أن التنمية البشرية تعتبر من العلوم الغربية المستورة من الغرب أي أن تأسيسها و تأطيرها ومنهجيتها كانت بعقول غربية ثم استوردها العالم العربي والإسلامي

هذه هي التنمية البشرية من حيث أصلها من الناحية النظرية ألبحته ..

لكن ما حدث بعد ذلك عندما استوردناها وحولنا تطبيقها على واقعنا ومجتمعاتنا

طبعا بغض النظر عن فائدتها أو مشاكلها في الغرب لأني لست بصدد البحث بشكل علمي عن ذلك

إنما كلامي عن واقعنا نحن وتعاملنا مع التنمية البشرية

بالأخص واني خضت ذلك عمليا بعد أن أخذت أكثر من 15 دبلوم تدريبي وأخذت الترخيص للتدريب ودربت مجاميع على بعض الدبلومات وغيرها

وتعاملت مع الكثير من المدربين والمدربات وتعاملت مع عدة مؤسسات متخصصة في ذلك واطلعت على العديد من الكتابات التي تتناول موضوع التنمية البشرية دراسة ونقدا أحيانا نقدا موضوعيا وأحيانا مجحف

فوجدت في هذه الدوامة والأمواج المتلاطمة يقف شباب الأمة حائراً أمام هذه الظاهرة في داخله همة متقدة ويريد أن يستثمرها

فعندما يقرا ويرى التمجيد للتنمية ويتوغل فيها بكل حماسة إلى أن تملئ تفاصيل حياته ويستبدلها -أحياناً- بالمحور الأساسي (الإنتاجية والفعالية) وأحياناً يتفاجئ ببعض الكتابات الناقدة لها والمسقطة لها يقف حائراً فعلا أيتخذها أم يتركها

بالذات بعد الممارسات من بعض مدربي التنمية البشرية من تسويق مثير للغثيان يحتوي من المبالغة ما يجعلك تشعر بالغثيان وكان عقول الناس سلع

وكل ذلك في أربعة أيام وستتخلص من كل العادات السيئة وتصبح إنسان مثالي وما إلى ذلك من التسويق السوقي حقيقة وهذا مايحصل فعليا في بعض الأحيان وكل متابع لحركة التنمية في البلاد العربية سيجزم بوجود هكذا نماذج للأسف ومن الإجحاف بمكان أن اذكر هذه النماذج ولا اذكر العديد من دورات التنموية البشرية الواعية والمفيدة حقا والتي تعطي بموضوعية دون أي ادعاء كاذب وتنفع الشباب فعلا والتي غالبا ما أرها تكون تطوعية..!

أما تساؤل الشباب نستخدم التنمية البشرية أم نتجنبها ؟!

أود أن أجيب ذلك بنقاط عدة حسب ما أرى أن ليس بالضرورة أن يكون الجواب دائما أما...أو

فأحياناً فن الموازنات يكون هو الأصلح ، لن أقول لك استخدم التنمية ، ولن أقول لك تجنبها بالمطلق لكن سأقول لك :

1- أهم نقطة أود أن اذكرها هنا ان التنمية البشرية في أحسن حالاتها لاتعدو أن تكون وسيلة وليست غاية أو قضية ،

ففي أحسن حالاتها هي وسيلة لتطوير مهارات أو تأطير مفاهيم عائمة .

2-أي مسألة تتعلق بالعادات والطباع فدورات في التنمية البشرية لن تغيرها ..

أبشرك لن تترك العصبية خلال 4 أيام من التدريب ، ولن تتمكن من القراءة السريعة خلال 3 أيام !

الطباع والعادات سواء بالتخلص من عادة سيئة كالعصبية ، أو التدخين ، أو تكسب عادة جيدة مثل القراءة السريعة لم ولن يكون في 12 ساعة تدريب

وكل مايعلن عن هذه ((نعلم القراءة السريعة في 3 أيام))

((تخلص من العصبية بشكل نهائي في 4 أيام))

كل هذه وأمثالها كلام تسويقي غير دقيق لن يعطيك سوى توجهات عامة بهذا الصدد ولكن هذا لا يعني أنك لا يمكن ان تتغير بالعكس التغير نحو الأحسن هو المطلوب ،

لكن هذه الطريقة ليست واقعية !

الطريقة الواقعية التي أتت على لسان النبي حين قال (عليه الصلاة والسلام) : ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ) بالتأكيد يمكن التخلص من العصبية ، وبإمكانك التخلص من عادة سيئة واكتساب عادة صحية ولكن بالتدريب المتواصل والمستمر بالتغيير الجذري وليس السطحي في داخلك وبمجاهدة نفسك الذي سماها عليه الصلاة والسلام بالجهاد الأكبر سيكون التغيير

لكن التغيير صعب وصعب جدا لن يكون ب 4 و5 أيام سيكون بالتدريج والقرارات والحزم مع النفس والتمكن منها شيئا فشيئا ولا يمكنك أن تشتري التغيير ب 50 دولاراً في دورة

3-ابرز ما هدم صورة التمنية البشرية المراد لها أن تكون بأنها تنمي قدرات البشر

هو المال

انوه بشدة أني لست ضد من اتخذ التنمية البشرية كمهنة لكن اعتراضي لمن اخل في مهنيتها ..

لا بأس أن يأخذ المدرب ثمن مقابل ما يقدم من جهد وإعداد فالإعداد للدورة أمر مرهق فعلا من تحقيب الموضوع وإعداد التمارين واللمسات الإبداعية ماعدا بقية التجهيزات المادية التي تحتاج إلى مال لإعدادها حتى ان المدرب الذي يعطي الدورة مجاناً وتطوعا يحتاج مؤسسة تدعمه أو يصرف من حسابه الخاص

لكني اندب من اخل بهذه المهنية واتخذها سببا في سرقة مال الناس وطبعا عقولهم

فمن يدرب وهو غير مؤهل للتدريب ولم يتعلم أساليب التدريب ومن ثم يأخذ عليها الثمن قد اخل المهنية ومن يدرب شي لا يفهمه بشكل جيد مجرد عنوان براق فقد اخل بمهنيتها

4-هناك من الدورات التنمية البشرية ما ينفع فعلا لشباب الأمة على أن تكون دورات مهنية على قدر من المسؤولية مثل دورات الإدارة وأساليب اللقاء والتخطيط مما تنفع فعلا الشباب وتساعده في إيصال رسالته وزيادة عطائه وأنا من هنا أدعو الشباب لتعلمها وإذا أمكن لتعليمها ونشرها على أن يتحرى مواصفات الدورة النافعة ولا يقع في فخاخ المدربين النفعين بلا نفع

5 وجدت من الكتابات الكثيرة التي تنتقد التنمية البشرية بموضوعية ولكني وجدت أيضاً كتابات كثيرة قد تصل لمستوى التنظير اسقطوا التنمية البشرية عن بكرة أبيها بل ووصل بهم الأمر إلى أن يتهم كل مهتم بالتنمية انه إنسان بعيد كل البعد عن الوعي والواقعية

وكأنه استبدل الوعي والفكر بما يسمى التنمية هوس التنمية البشرية وأجحفوا في مدربي التنمية البشرية بشكل اجمع إما بالسرقة وخداع الناس وتضليلهم ووو ... الخ

عليهم الإنصاف والبحث بشكل دقيق على ذلك

6 التنمية البشرية تأتي كلها باطر نظرية في بيئة استقرار اما في بيئة أزمات فمفعولها يكون اقل بكثير حد التلاشي

وفي خلاصة قولي أود إن أقول إن لا تستخدم التنمية البشرية بشكل مطلق حتى تصبح هدف وغاية

ولا تتجنبها بشكل مطلق فأنت ستنتفع منها إن أدركت واقعها فعلا وميزت صالحها من طالحها

استخدمها كوسيلة تنفعك في تحقيق رسالتك مراعيا بذلك النقاط السابقة


  • 2

   نشر في 22 نونبر 2016 .

التعليقات

عمرو يسري منذ 7 سنة
مقال رائع .
المشكلة الأكبر كما ذكرتي أن التنمية البشرية تحولت لغاية و ليست وسيلة , كما أن الكثير من المحاضرين يقومون بوضع بعض الأمور و يقولون أنه يجب عليك أن تفعلها مثل(قائمة بـ 20 أمراً يجب أن تقوم بها قبل أن تتم الثلاثين من عمرك ), و آخر يخبرك أنك يجب أن تجمع المليون الأول من الدولارات قبل أن تتم الخامسة و الثلاثين , و كأنه يفرض عليك نظام معين لحياتك و هذا يتعارض مع هدف التنمية البشرية ألا و هو أن يضع كل فرد نظام يناسبه دون إجبار من أحد .
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا