بعيدا بعيدا حيث زمان اكبر من العد ، حيث زمان كانت العصافير تغرد فيه ،كانت الاشجار عالية وكانت الضحكات عالية حيث لا شئ اعلي ..

كانت الاحلام بسيطة جدا لحد اشبه بالبلاهة المطلقة كانت الامنيات كلها متاحة ، كانت الايام اشبه بسحابة صيف في ليلة اكتمل فيها القمر ، كانت للصغار اناشيد ، كان العمر زيتونه انبتت في ارض فلسطين ..

في زمان كانت فيه الابتسامه هي اكثر شئ متواجد طارت العصافير الخمس ..

خمس عصافير كانو رفقة يتنابون فيما بينهم في كل شئ ويتشاركون الغناء ، كانت العصافير تطير ، تحلق حتي تصل لاشجار التوت حيث الثمار الطيب والظل الخفيف ، كانت العصافير تغرد فوق اشجار التوت ثم يذهبون للعش في نهاية كل يوم .. كانت حياتهم سعيدة بسيطة ولاشئ اخر ...

جاء الخريف وسقطت اشجار التوت وسقطت معها اغاني العصافير الخمسه ، تشتت احلامهم وتبعثرت كحبات التوت علي الطريق ، طارت احلامهم مع الاوراق البالية ، تحطمت الاعشاش ، القمر لم يعد يكتمل واصبح العمر كأنه خريف ابدي ، موحل الظلام ..

توقف العصافير عن الغناء لم يعد لأي منهم عش ، لم يعد للعصافير قدرة علي الطيران فتوقفو عنه ايضا ، اصبحت ايامهم جافة اصبحت حياة بلا حياة ..

انتهي الخريف ولم يتغير ف الامر شيئا سوي ان العصافير الخمسه قررو الابتعاد عن بعضهم وليذهب كل منهم لأرض جديدة عسي الحال ان يتبدل ..

"تفرقت العصافير "..

ذهب كل منهم لبلد غير الاخر وبني كل واحد عشا جديدا ، ولكنه الزمان .. الزمان الذي يغير كل شئ ولا يتغير هو .. مرت سنوات علي تفرق العصافير نسي كل منهم الاخر ولم تعد الذكريات تلاحقهم بعد ، سقطت ذكرياتهم منذ سقوط اشجار التوت . اصبح اسراب الحمام تحلق بلا رجعة الزيتون في اراضي فلسطين طفلٌ غص لم يكبر ، الشتاء قارص والنيران ماعادت تدفئ احدا ..

تغيرت الايام“

تغيرت الايام ، الشمس لم تعد تشرق، الغيوم سوداء مظلمة ، الاطفال توقفت عن الصياح ، اصبح الخوف هو السيد ، اصبحت الامنيات ممنوعه والاحلام جريمة يعاقب عليها ، والاستسلام هو الحل الافضل لأي شئ .

قبل ان تحمل "كان" كل هذا الالم ، ربما كان زمان بلاد اشجار التوت افضل !

أما عن العصافير ؟ اليوم لم يعرف احدهم شيئا عن الاخر ، اصبح لكل واحد منهم شأنا يغنيه ، استطاع اثنان فقط من بناء اعشاش جديدة وأما باقي الخمسه فليس له مأوي حتي يومنا هذا .

كان احدهم يقول دائما "الورود الحمراء ستظل دائما ف تجاويف الذاكرة "!