نظام الحكم قديما - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نظام الحكم قديما

  نشر في 19 غشت 2023  وآخر تعديل بتاريخ 19 غشت 2023 .

- نظام الحكم :

يُعرف نظام الحكم بأنه أسلوب إدارة الدولة الداخلية والخارجية .

نشأت حضارة العراق القديم في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد، وفي حدود الألف الثاني قبل الميلاد بدأت مظاهر التطور الحضاري بكافة أشكالها، ومنها أنظمة الحكم التي سوف نتطرق لها لاحقاً.

ومما يُلاحظ أن نظام الحكم كان مرتبطاً بنشوء التجمعات السكانية الصغيرة في القرى التي ظهرت في البداية في شمال العراق في نهاية الألف الثامن قبل الميلاد، وتلك التجمعات تتكون من مجموعة الأسر التي فيها رب الأسرة هو المسؤول عليها، وهنا تظهر النواة الأولى لنشوء المجتمع، واجتماع عدد من الأسر تتكون العشيرة ولها رئيس يسعى للحفاظ على مصالحها.

أذ أن استقرار هذه الجماعات قد أدى إلى ظهور القرية، التي بدورها تحتاج لقيادات موحدة للضروريات السياسية و الاقتصادية، وهذا ما حدث في جنوب بلاد الرافدين أي في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد ( 3200-2800 ق.م )، والجدير بالملاحظة أن البيئة كان لها الأثر الأول في ذلك خاصة وأن ذلك القسم تميز بتربته رسوبية رخوية تخترقها الأنهار التي تجري فيها ببطء لانبساط سهلها، كما أن مجراها يتغير من حين لآخر، مكونة بذلك سهول فيضية كان لها إسهام كبير في تكوين الأهوار والمستنقعات. وهذا جعل الجماعة تتكاتف من أجل الوقوف في وجه تلك التحديات، والعمل على تطوير القرية والسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، وبذلك اتسعت القرية وازداد عدد سكانها ومن ثمَّ اتسع مجال تلك القرى لتصبح مجموعة من المدن خاضعة لنظام المدينة.

1-1- نظام دولة المدينة:

كان العراق مجزءاً إلى دويلات ومدن في المراحل الأولى من عصر فجر السلالات، إذ كانت كل مدينة يحكمها أُمراء وملوك، هذا التقسيم جعلهم يعجزون على تكوين دولة كبيرة. وكانت تلك الدويلات و الإمارات في العراق يحكمها وكيل الإله أي أشاكو أوالآنسي وهذا يشير إلى أن السلطة كانت مستمدة من إله المدينة، ونلاحظ أن حكومات المدن قد تكونت من المدينة وما جاورها من الأراضي، وأحياناً ضمت حكومات المدينة أكثر من مدينة، بالإضافة إلى مجموعة من القرى التي كانت تابعة للمدينة الرئيسة وهذه المدنية تكون في الغالب في وسط الحكومة بحيث يتوسطها الإله المحلي، أي الإله الرئيس للحكومة. المدينة. وهذا يعني أنهم قاموا بتأسيس دولة المدينة التي تقوم على نظرية الحق الإلهي في الحكم، فالملك والكاهن هما صاحبي الحق الإلهي في حكم إدارة البلاد.

والجدير بالملاحظة أن سومر هي أول من شهد نظام دولة المدينة، فضلاً عن ظهور مجالس دويلات المدن، أو مجالس الشورى في العراق القديم،

ويقوم التنظيم السياسي السومري، على أساس نظام حكومات المدن، بحيث يجعل لكل مدينة استقلالها الذاتي في حكومتها ، وأول هذه المظاهر هو وجود مجلس شيوخ يمثل المواطنين وظيفته الاجتماع وقت الحاجة لمناقشة أمور تخص المدينة مثال اختيار المسؤولين في الحكومة، اتخاذ قرارات الحرب،... وغيرها. أيضا ظهر لنا لقب لوجال والذي يعني الرجل العظيم، هذا حل محل الآنسي، وكان يختار عن طريق الانتخاب، والملاحظ أن هذا يكون وراثياً بالنسبة لكافة المراكز القيادية في دولة المدينة، التي في الغالب تكون بيد شخص واحد.

وعموماً فإننا نلاحظ أن نظام الحكم في بلاد العراق القديم، في البداية لم يكن يعتمد على السلطة الدينية فحسب، بل كان سلطة عشائرية ارتبطت بالمعبد لأنه يمثل الركيزة الأساسية لكل مدينة، فهو مؤسسة دينية لها نفوذها وسلطتها الشرعية، حيث لا يمكن أن يقوم نظام حكم من دون أن يكون مدعماً بسلطة دينية.

كما يمكننا أن نلاحظ أن أغلب المدن التي عرفتها سومر لم تشهد نظام دولة المدينة، إلا عند مجيء لوجال زاكيزي ، الذي حاول إنشاء دولة موحدة حول مدينة أوما

1-2- النظام الملكي:

أنتهى عصر دويلات المدن بسيطرة سرجون الأكدي الذي أستطاع التغلب على لوكالزاكيزي وتأسيس أول دولة موحدة حكمت بلاد الرافدين والتي عرفت بالدولة الأكدية الأمر الذي أنعكس على نظام الحكم الذي أصبح نظاماً مركزياً يكون الملك فيه أعلى السلطة له عدد من المساعدين و التابعين يقومون بمساعدته على تسير الدولة ضف إلى هذا أن الملك سرجون وأتباعه كانت لهم أطماع خارج البلاد على عكس النظام السابق الذي انحصرت توسعاته على المناطق المحيطة به أذ قام بحملات عسكرية لفتح المناطق والبلدان المجاورة، وقد أدت تلك الفتوحات إلى انتعاش الحياة الاقتصادية و توفر الأمن الداخلي. وهنا عمل سرجون الأكادي على تقليص نفوذ الكهنة وحكام الأقاليم من أجل أن تكون السلطة في يده،

ونظراً للتوسعات التي عرفتها الدولة الأكادية كان لابد من وجود مجالس استشارية، كمجلس الشيوخ و الشباب اللذان كان لهما دوراً مهما في سير النظام الملكي في الدولة الأكادية . وقد ظهرت شخصية أخرى تتمثل في حفيد سرجون وهو: نرام – سين الذي طمع في زيادة النشاط التوسعي وذلك بتشكيل بدايات النظام الإمبراطوري إلا أنه لم يفلح في ذلك لأن أتباعه أضاع ما قد بناه هو وأباه، حيث تعرضت للغزو الجوتيينوالآموريين، الأمور الذي أضعف نظام الحكم فيها ، حتى أنها عجزت عن صد تلك الهجمات. وبعدما سقطت الدولة الأكادية عاد نظام الدويلات مرةً أخرى ،لكن بعد تأسيس سلالة أور الثالثة على يد " أور – نمو " الذي عمل على إعادة الوحدة للبلاد أذ كان الملك يمثل السلطة العليا في النظاموهو محور أدارة المملكة وجميع السلطات والتنظيمات السياسية والعسكرية والأخرى سواء في وقت السلم أو في الحرب وكان العرش وراثياًوفي أغلب الأحيانكان الملك يستشير الآلهة قبل أتخاذ قرار ما أو تنفيذ عمل معين، ثم يلي الملك في التسلسل الأداري الوزير سوكال–ماخ وهو منصب أداري مرموق ومهنته توازي أو تفوق مهمة الأنسي ( الحاكم)(بوتيرو،جين وآخرون ، الشرق الأدنى الحضارات المبكرة ، ت: عامر سليمان ، 1986، ص ص 141-156). لقدتكمنملوك سلالةأورمنأنيؤسسوامملكةتمتدمنالخليجالعربيجنوباًإلىأقصىالرافدينشمالاً،هذايعنيأنهمقداحتلوانفسحدودالدولةالأكادية،وقدخضعت المناطق المفتوحةللسلطةالمركزية،حيث نجدأنالملك هوالذي يدير الشؤون المتعلقةبالمقاطعات ، غير أن في عهد الملك " أبي – سين "بدأت زمام الأمور تخرج عن سيطرة النظام المركزي.

حيث دخل هذا الملك في صراع مع الأقوام الأمورية، وقد أستغل العيلاميون الفرصة أذ كانوا يترقبون الوضع للأنقضاض على العاصمة الذين هاجموا أور وهدموا معابدها وقصورها،وفي العهد البابلي القديم، نجد أن نظام الحكم قد تغير خاصة في عهد حمورابي الملك السادس لسلالة بابل الأولىحيث أتسم نظام الحكم بكونه ملكياً وراثياًأعتمد في أدارته على حكومة مركزية تُدار من قبل الملك نفسه وتلي الملك الذي يكون في قمة الهرم الأداريفئة قليلة من كبار الموظفين الذين يمكنأعتبارهم مساعدين أو وزراء حيث كان لهم الحق في أتخاذ القرارات المهمة والعمل على تبليغ أوامر الملك الى حكام المدن والمقاطعات ومراقبة أنجاز تلك القرارات، تلي هذه الفئة من كبار المسؤولين ، طبقة من الموظفين الكبار والحكام أو المحافظين يقومون بأدارة شؤون المدن التي نصبهم حمورابي عليها لتنفيذ أوامره وتعليماته ويبدو أن واجبات الحاكم أو المحافظ كانت تنحصر في حفظ الأمن وأنجاز الأعمال العامة، يلي هذه الفئة من الموظفين مجلس شيوخ المدينة الذي كانت مهمته مساعدة الموظفين الكبار في أدارة شؤون المدن ، والملاحظ أن حمورابياتبع نظاماً مركزياً جمع فيه كل الصلاحيات ساعياً من وراء ذلك الى توحيد المقاطعات والمدن عن طريق تشكيلات أدارية محكمة . ( الأعظمي ، محمد طه محمد ، حمورابي 1792-1750،بغداد ، 1990، ص ص93-94. ، في حين أظهرت لنا أشورنظام جديد.                                                                     المصادر و المراجع العربية                                                                                       طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات – الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين -، ط2، ( د د ن )، بغداد، 1955، ص ص 101-102.

سبتينوموسكاني، الحضارات السامية القديمة، تر، يعقوب السيد بكر، دار الرقي، بيروت، 1986، ص 67.

4أحمد أمين سليم، دراسات في تاريخ الشرق الأدنى القديم – مصر- العراق – إيران -، ( د ط )، دار النهضة العربية، بيروت، 1989، ص 256.

5 عامر حسن فياض، المرجعية الحضارية للديمقراطية في العراق، مجلة المستقبل العربي، ( د د ن )، العدد223، 1977، ص 109.

6 سعد عبود سعود، مجالس المدن العراقية القديمة ( 30000-1000 ق.م " التأسيس و المهام " )، مجلة كلية التربية أواسط، جامعة واسط، العدد 14، 2013، ص 137.

أحمد أمين سليم، المرجع السابق، ص 266.                                                                      طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات – الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين -، ط2، ( د د ن )، بغداد، 1955، ص ص 101-102.

سبتينوموسكاني، الحضارات السامية القديمة، تر، يعقوب السيد بكر، دار الرقي، بيروت، 1986، ص 67.

4أحمد أمين سليم، دراسات في تاريخ الشرق الأدنى القديم – مصر- العراق – إيران -، ( د ط )، دار النهضة العربية، بيروت، 1989، ص 256.

5 عامر حسن فياض، المرجعية الحضارية للديمقراطية في العراق، مجلة المستقبل العربي، ( د د ن )، العدد223، 1977، ص 109.

6 سعد عبود سعود، مجالس المدن العراقية القديمة ( 30000-1000 ق.م " التأسيس و المهام " )، مجلة كلية التربية أواسط، جامعة واسط، العدد 14، 2013، ص 137.

أحمد أمين سليم، المرجع السابق، ص 266.                                                             خالد موسى عبد الحسيني، المرجع السابق، ص 88.

جورج رو، العراق القديم، تر، حسين علوان حسين، ( د د ن ) بغداد، 1984، ص ص 138-140.

3 سامي سعيد الأحمد، حضارة العراق – الإدارة ونظام الحكم -، ( د ط )، ج2، دار الحرية للطباعة، بغداد، ص ص 20-21.

هاري ساكز، البابليون، تر، سعيد الغانمي، دار الكتاب الجديد المتحدة، بيروت، 2009، ص ص 74-75.5                                                                                                   محمد طه الأعظمي، حمورابي ( 1792-1756 ق.م )، جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير، قسم الآثار، كلية الآداب، جامعة بغداد، بغداد، 1990، ص ص 92-93.

هورست كنيكل، المرجع السابق، ص 175.

خالد موسى عبد الحسيني، المرجع السابق، ص ص 19-21


  • 1

   نشر في 19 غشت 2023  وآخر تعديل بتاريخ 19 غشت 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا