سخـــــافــات..

ألا تري بأنك تصبح وتمسي كل يوم في حياة تملأها سخافات البعض..فتري من هو مسئولا هو أول من يتخلي ...وأغلب ممن هو في موضع تنفيذ القانون هو أول من يخرقه ..

وأحدهم قد أصابته الحياة غرورا ..فتجرأ علي قتل الاخر بدم بارد.. ظنا منه أنه الأفضل ..أنت لست الأفضل أنت تافها ..فارغا ..أنت اللاشئ..

وأحدهم يمر يومه بطيئا ملولا شاقا ولا يكاد يتذكره أحد منهم..والاخر يمر يومه كنسمات رقيقة دون عناء منه ..وعنوانه التفاهات..

أحدهم سجينا مكبلا في أغلال مرضه ..أحزانه..فقره..ألمه.. والاخر حرا طليقا تأتيه الحياة بكل يسر وسلاسة..

أحدهم ضميره حيا يقف له من أخطاءه رقيبا جلادا له..والاخر ضميره لا يمت للحياة ولا للحياء بصلة...

وتجد أغلب الوعود كاذبة هي الأخري ..ومعظم الصور التي كنت تراها مثالية هي ناقصة تافهة في حقيقتها ..

لماذا يخيل الي بعضنا بأننا أحجارا لا تشعر..نجرح بعضنا ..نقتل بعضنا ..الكل يتسابق في اهانة غيره..الكل يستسيغ جرحا لأخيه ..الكل يديه متسخة بذنب غيره ولو بالقليل...ألا تري بشرا غير البشر..؟

فكأنما تلك السخافات لا بد منها و عليك أن تتخطاها الي أخري أكبر منها..

.تلك الحياة قاسية كثيرا ..أتاها الانسان معمرا ولكن الان أصبحت اكبر مخاوفك هو الانسان نفسه..فقد تلمس في حيوان وفاء ورحمة ما لم تراه في قلب أحدهم..

البعض قاسي.. أغلبهم قد سقط من قيد الانسانية ..كم أتمني العودة الي بضع سنوات قليلة الي الوراء حيث كان البشر أكثر أخلاقا ورحمة ..

والحياة دائما ما تضعك في منتصف طريق. ما بين اختيارين سئ وأسوأ..

أن تضعك الحياة بين متناقضين في أحدهما تقرر انسحابا وتراجعا ..وفي الاخر تقرر المواصلة مهما كانت عواقبه التي تعلمها..

ولكونك لا تري النصف الاخر.. الوجه الاخر ..ولأن المياه ليست نقية دائما ..فقد تصنع منك أنت الاخر ظالما ومظلوما ..صلبا وهشا.. قاسيا ولينا ..كونك بشرا تتأثر وتؤثر..

كأنك جهاز مناعي يتلقي مصلا...ذلك السم القاتل الذي تتلقاه هو من أصل الداء وأساسه ..ولكن القليل منه كاف كي يجعلك أقوي من الداء نفسه..

كذلك هي السخافات القليلة قد تصنع منك اخرا رغما عنك...دون قصد منك ..فتتمني ألا تصل الي ذاك الزمان الذي قد يجعلك صلبا قاسيا.. يديك محملة بذنب غيرك.. مثل الكثير ممن قد سقطوا من قيد الانسانية ..

لقد تعددت الأشكال والمسمي واحدا...هي سخافات....

بقلمي: ايمـــــان فايد

الثلاثاء:17 أكتـــــــوبر 2017