عندما قابلت ذاك الصغير ذو العام،يمشي يتكأ على أثاث البيت حوله بيديه الصغيرتين ، فاقتربت منه وابتسمت له ابتسامة قابلها بابتسامة عريضة ملأت شفتيه الصغيرتين ، ثم أبدى علامات الخجل وأسرع بخطواته الصغيرة يهرول إلى أمه ، ثم ينظر إليّ خلسة فأبتسم له ويعاود الكرة وهو يظن أن عيناي لا تلمحه و هو يُحاول أن يرى ابتسامتي من حين لآخر ، طفلٌ صغير يستكشف عن السعادة في وجه الآخرين ، لا عجب في ذلك ، فرؤية شخصٍ بابتسامة وإن كانت مزيّفة هي سبيل للرّاحة النفسية ، فهذا الصغير استكشف هذا السرّ وبدأ يُطبقّه ...
لا عجب في ذلك حتمًا ، فمن منّا لا يُحب أن يرى الابتسامة تملأ وجوه الآخرين !
ولكن عجب العُجاب أن هذا الطفل الصغير فعل ما فاق التوقعات ، حين ما اقترب منه ذاك الشخص الذي اعتبره عقله الصغير خطرًا ورآه كوحش ، هرب بسرعة و بدأ بالبكاء !
ليس بغريب على طفلٍ بكل تأكيد ، ولكنّ الأغرب أن هذا الطفل ارتمى في أحضاني طالبًا للأمان !
لم يتردد في لحظة في أن يطلب الأمان من شخص غريب!
رُغم اكتظاظ المكان بأناس قد رآهم من قبل بل وأمه !
ولكن ...!
ما الذي يجعله بكل ثقة يضرب بكل هؤلاء عرض الحائط ليقع اختياره لي بالتحديد !
أهي ابتسامة !
أهي ابتسامة بعثتها إليه لا تحمل سوى الحب لهذا الصغير !
لغة قد فهمها هذا الصغير الذي لم تلوثه الدنيا بعد ، فهمها وعقلها وترجمها عقله الصغير أن هذه لغة المحبة ، تلك لغة الآمان...
أغرب من الخيال ، ولكن في ذروة دهشتي ، تذكرت القائل "تبسمك في وجه أخيك صدقة" صدقت يا رسول الله ، صدقت واللهِ..
ذاك التعبير الذي تبخل به ، يحمل الكثير والكثير ورآه ، يبعث حُبًّا ، يبعثُ ودًّا ، يبعث أمانًا ، تعبير يلمس القلوب ، لغة تخاطب القلوب
تبسموا ..
تبسموا فالبسمة صدقة عند الله ، و وتبعث السلام في النفوس.
-
Maryam Tahaطالبة بكلية الطب ، أهوى الكتابة شعراً ونثراً ، لي آرائي الخاصة التي أحب أن أبرزها للعيان بشكل بلاغي ..