كلنا نستحق الحياة لا أحد يستحق العكس والحقيقة أن هناك رجال نحن بحاجة إليهم لذا نراهم لا يستحقون الموت وآخرون نحن عن غنى عنهم أو اخطئا في حقنا يوما، هم في نظرنا يستحقون الموت،
"مات الرجال الذين لا يستحقون الموت وعاشت الأنذال الذين لا يستحقون الحياة"
يبقى هذا الكلام لا أساس لها من الصحة هو كلام تافه كم من شخص نحبه بسبب مواقفه أو تصرفاته أو أخلاقه أو حسن معاملته لنا ربما هو ينافقنا ونصنفه ضمن من يستحقون الحياة. إن الأفكار تتغير كذالك الأشخاص مع الوقت بحسب محيط الشخص في لحظة ما يفاجئنا نفس الشخص حيث ينتقل من شخص يحسن معاملتنا إلى شخص أخر فنصنفوه مجددا ضمن من يستحقون الموت، إذن مضمون هذه المقولة لا أساس لها من الصحة فالرجال تتغير فليس من حقنا أن نحكم على الأخر. إن الأساس في الحكم هو أن تحكم بأدلة وحجج منطقية وغير وعلى الحاكم أن يكون على علم بالقانون وموت أو حياة الأفراد بيد الله وحده هو من يميت ويحيي من يشاء
لنأخذ بسبيل المثال حسن أب لطفلين طلق زوجته الأولى وخلف ورائه ابن وانتقل للعيش في حضن الزوجة الثانية مع ابنته... رحل وترك ابنه من الزوجة الأولى ليشق طريقه لوحده بينما اهتم كل الاهتمام بابنته من الزوجة الثانية فأحسن معاملتها و باذلها كل الحب والاهتمام.
في نظر ابنه فأبوه لا يستحق الحياة بل يستحق أكثر من الموت لأنه تركه وحيدا في مواجهة قسوة الحياة أما بالنسبة لابنته فهي تراه رجل يستحق أكثر من حياة ولا تتمنى يوما فقدانه
إن فهم الحياة يتطلب منا حياتنا لفهم جزء منها. الرجال لا تموت كم من رجل مات فبقيت أفكاره وقصصه نتداولها بيننا وكم من رجال أحياء يتشاركون الأكسجين معنا لكن ضمائرهم ميتة فهم أحياء في نضرهم لكن أموات في نضرنا.
-
رشيد بودينحو مستقبل ما