ما بين نجمٍ وكوكبيه
من الهفوات الإدارية بين الآباء والأبناء....
نشر في 04 يناير 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في سن التبعية يحس الفتى بكوكبيه كأن قوليهما قرآنٌ يهدي, وبتلك النظرة الثاقبة تُحَل المُعضلات فَتَخفى.
ربما في آنِها يجهل هل لهما من الدراية الكافية ؟ هل أوصلاه حقا لبر من الإعداد والإدراك ؟هل أنشآه خير النشأة الصحيحة دون رتوش تملأ ما داخله ؟ أم مجرد عالم مختلق يزهوه ما رُسم لا غير ؟ هنا يجهل الأسئلة قبل الإجابات , حتى إذا أرغم في غير الوقت على الخروج لعالم حسبه ذك المخطوط انتابه الحطام وتمكن منه التبرم المشوب بالحسرة على ما مضى وكيف مضى ؟ -أخص حين يجد من كوكبيه إدبارا وتهكما أو حتى السلبية المطلقة فتتكالب الأيام عليه -ثم يدرك أنه في السياق الطبيعي لهكذا حياة لكن الإدراك بالأساسيات سيق إليه متأخرا , لا نُنكر أن الأيام خير معلم لكنها المعلم الأمثل فقط للمستقبل المهيأ .. حينها لا أسوأ من انكسارالأسوة في نظر الفتى فلا قول يصدق ولا نصح يؤخذ به ولا مقدرة له أن يتخذ منهما مأمناً لسره ,هم الآن أغرابٌ يُحسب كل منهم على الاخر , فلا الأول يستوعب ولا ثانيهم يلين له الحديث وكلهم في فلك الوحدة والعقوق عابثون .
حتى الآن لا أدري أتتابعات حال صاحبنا بلاء بقسوة القلب أم هو نتاج جهل المثالية المطلقة المسقاة إليه ؟
ما أعلمه علم اليقين أن التنشئة الصالحة تقوم على مساحة تكوين الرأي ,وتفاهم متبادلٍ , وإعدادٍ واقعيٍ يؤهل للعيش والاستمرار - أضف وتخلص البالغ من نزعة التسلط -.. لا على رسم منهوجٍ بألوانٍ خشبيةٍ يحفه نجاح زائف لا يُحاد عنه فإما ذك لتنال الدعم والمحبة , فإن حِدتَ فلا سبيل غير جلد الآباء متعدد الأنواع بين كلام وتلميح مبهم يعصف له الذهن أو بين تجاهل وإدبار يرميك لمقبرة المهملين .
يتوالى السباق في دائرة مفرغة فبعد خروج جيل تحمل نفوسهم الأذى والنقص والتكرار يتتابع من صلبهم جيل ذو رفاهية مفرطة في محاولة للهروب من نص "فاقد الشيء لا يعطيه" وتتوالى الابتلاءات على هيئة آباء غير واعين وأبناء غير متفهمين.
فلا تُعِد فتاً لخَيارٍ واحدٍ بل أعدده مهيئا لابتلاع هفوات الأيام فيجد خياره الأنسب والجميع في الأصل خياره.