نحتاج منك أن تكون إنسانا
::: زياد فراشة :::
نشر في 21 فبراير 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
"إن النظر الى التاريخ الذي مر مسرعا كصاروخ النميمة، وإلى العبرة التي تُسطع كنوزها في الكتب الصفراء كنور الشمس الباهت، يجعلنا نفكر في ماهية الآشياء، وجود الانسان في ضل الصراعات القائمة، هذا الانسان الذي منذ ولادته وهو يسعى لكسب تفوقه على حساب حيوات أخرى.
تتزاحم الكثير من الآسئلة، وبعضها يقتحم ويسود. ماذا لو كان البشر، من طينة أخرى، كل البشر يعبدون الله، ذاك الاله الآحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ذاك الاله الرحيم العادل الذي جعل من سننه أن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره وأن من يعمل مثقال ذرة شرا يره، أكيد لما وجدت الحروب أو الخلافات أو الصراعات.
الاختلافات ستكون وهذا أمر حتمي، لكن لم يكن الاختلاف عائقا أمام جبل الثلج حتى يستقر ويذوب، الخلاف كان دوما سببا في الخيبة والدمار والتعاسة والحروب.
مادام البعض يتكبر، لشيطان في نفسه الامارة بالسوء، ومادام الفرد يظن نفسه قادرا على أن يحكم العالم ويسيطر عليه وحده بالقوة والعنف،
الحروب إذن لن تنقضي أبدا، والصراعات لن تختفي حتما، والخلافات مصيرها الخلود. فمن غير الله سينصفنا.
ماذا لو كان كل البشر يؤمنون بالله، أليسوا من أصل واحد، تراب لازق. فلو جعل البشر الايمان بوحدانية الله مركز هذا العالم لسعى الكل لخدمة العباد، الفرد لخدمة الجماعة، الكل لخدمة الجزء، ولمد كل واحد منا جسور اختلافاته لمصلحة بناء الانسانية. غير أن الكلام في مقابل الصمت جدلية لا تستقيم. فمن غير الله سيحمينا من هذا الانسان.
وحدهم الضعفاء من يدفعون الثمن هنا، أما هناك فالمعرفة مؤجلة يعرفها رب العدالة. لقد قدر الله وما شاء فعل. تلك حكمته، وذاك عدله ولا اعتراض.
أيها الانسان، كن انت، ولا تجعل حياتك مسودة تكتب على ورق الحيرة والانتظار والخسران، بل إجعلها منشورا يمنحك المحبة والخيرة والانتصار"
-
Zaya Mayaزياد محمد فركال @FerGal@