يوما ما ستكون جالساً على أريكتك منفرداً بغرفةٍ صغيرة مظلمه تعكس أركانها المتبعثرة شتات نفسك وألم صدرك، وتستلقي بجانبك قطة بيضاء تغمض عينيها برضا كلما لامست جسدها بحنان أناملك، وتسمع أصوات تلك الرسائل المتعاقبه التي تأتيك عبر هاتفك و لا تلتفت، وعبر جدران غرفتك تسمع صراخ عتاب زوجةٍ لزوجها، وبكاء طفلٍ، وغضب زوج على زوجتهِ، وحديث حبٍ بين رجلٍ وامرأته، وآهات رغبة وعشق، وضجيج مراهق يشجع مباراة كرة قدم، ، وجدال عنيف بين أبٍ وولده، ونباح كلبٍ يملكه أحد الجيران، وتنهيدات بكاء لآخر يعيش وحيدا يناجي ربه متسائلا لماذا؟!.
وبين كل هذا تُغمض عينيك تعباً وإرهاقا فتضيء رقعة في قلبك تجعلك تدرك أنك قد بلغت مرحلة من حياتك التي فيها بعض الأشخاص باقون في قلبك وليسوا في حياتك وآخرين في حياتك وليسوا في قلبك و سترجوا أن تكون هذه اللحظة هي لحظة النضج التي تستعين بها على إكمال ما تبقى في طريق الحياة.