التغيير يبدا بانفسنا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

التغيير يبدا بانفسنا

  نشر في 05 يناير 2016 .

دائما ما نربط فشلنا وانتكاساتنا المتواصلة بعوامل خارجية ونبررها بالظروف الصعبة التي نعيشها والاشخاص المحيطين بنا بل ونقحم كذلك العين والسحر في متتالية تبريراتنا التي لا تنتهي،وذلك لكي نتبرأ من مسؤولية قراراتنا التي غالبا ليس نحن من نقررها بل تقرر لنا ونحن ننفذها وذلك حتى نحمل المسؤولية لغيرنا.ظانين اننا بتحميلنا مسؤلية اخطائنا لغيرنا سوف نرتاح ولكن على العكس فحياتنا تزداد سوءا،بل نبقي في سجننا الذي بنيناه بانفسنا بافكارنا وقناعاتنا المسمومة ونقبع فيه الى اجل غير مسمى منتظرين ان ياتي من ينقذنا

نمرض فنقول عين اصابتنا فنبدأ بالبحث عمن يرقينا لاسترجاع عافيتنا ؛

نخفق في زواجنا فنقول سحر وعمل لنا فنلجأ لذوي الخبرة من فقهاء وشيوخ لتبطيل عمل الساحر ؛

نفشل في مسارنا الدراسي فنقول النظام التعليمي فاشل فنبدأ بسبه وشتمه باقبح السباب؛

ندمن التدخين والسكر فنقول ظروف حياتنا صعبة؛

نخفق في مسارنا المهني فنقول دولتنا دولة معارف ومصالح؛

نفقذ وظيفة فنقول مديرنا متعجرف وقاسي واينما حللنا تكلمنا عنه باقبح العبارات؛

نبتلى بمصيبة فنقول قدر الله وماشاء فعل ؛

ولا نحاول فعل اي شيء لتغيير حالنا منتظرين قدرا اخر يغير مجرى حياتنا معتكفين في مكاننا

وقد كنت انا اسيرة من بين اسرى هذا التفكير فحياتي التي عشتها في الأعوام الماضية مضت كلها في دوامة الإسقاطات اسقاط على المجتمع والأشخاص والظروف كنت دائما ابرئ نفسي من قفص الاتهام كنت اعتقد انني دائما على صواب،والخلل يكمن في الآخرين،فعلى سبيل المثال في مساري الدراسي كنت دائما اربط فشلي في عدم حصولي على مرادي بالنظام التعليمي الفاشل والاساتذة الغير مؤهلين لتلقيننا درسا، الذين لا يشرحون لنا الدروس جيدا ناسية انني لم ابذل المجهود الكافي لاستحقاق مرادي، وهذه الاسقاطات لم تقتصر فقط على حياتي الدراسية،بل شملت كذلك حياتي الاجتماعية فعندما اقع في خلاف مع شخص اخر غالبا ما ابدأ في اجترار مبرراتي واحدا تلو الآخر فقط لاتبث ان الاخر هو الذي اخطا في حقي،ورغم تبريراتي ابقى في صراع داخلي مع نفسي فتبريراتي لم تشبع انانيتي الجائعة. كبرت ومع مرور الوقت مررت بتجارب تلو الاخرى واحباطات تلو الأخرى فاكتشفت وتيقنت ان الخلل كان في داخلي لكن لم اكن املك الشجاعة الكافية لمواجهة نفسي، والاعتراف بأخطائي في قرارة نفسي،لم استطع ان اقف وقفة واعية امام افكاري المحدودة البالية التي انتجت فتاة دائمة اللوم والشكوى، لم اكن ادرك ان كل ما يحدث لي من احباطات واخفاقات هو من صنع نفسي اي نعم نفسي انا ولا غير.كبرت واكتشفت انني ان لم اغير نفسي فلن ينفع اي تغيير آخر لا الظروف ولا الاشخاص ولا المجتمع من يجب ان يتغر بل طريقتي في العيش ونظرتي للحياة هي من يجب ان تتغير،فالله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا مابانفسهم،هذه الاية كنت فقط ارددها دون وعي بمعانيها، كبرت واكتشفت انني كنت اعيش في وهم مخيف ودوامة اسقاطات تدور في حلقة مفرغة ولا شيء يتغير بل السوء يزداد سوءا الفشل يزداد فشلا

خلاصة القول كلنا نسعى لتغيير العالم ونسينا ان تغيير العالم يبدأ بتغيير انفسنا فالكأس تملأ قطرة قطرة والقصة تكتب كلمة كلمة نبحث دائما عن حلول مشاكلنا خارجنا ونسينا ان فينا انطوى العالم

وقد صدق من قال

نعيب زماننا والعيـب فينـا.. وما لزماننا عيـب سوانـا

ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ .. ولو نطق الزمان لما هجانـا

فدنيانا التصنع والترائي ..ونحن به نخادع من يرانا


  • 11

  • maryam
    مغربية الجنسية اهوى الكتابة والمطالعة
   نشر في 05 يناير 2016 .

التعليقات

خديجة منذ 8 سنة
مقال رائع و في الصّميم ..ما أحلى الوعي و الإدراك و التغيير..و إنّك ذات حظ عظيم إذ لامست كل هذا..
1
maryam
شكرا اختي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا