سلامٌ على من اتّبعَ الهُدى، وبعد .. يا صاحبي كم خانت النظرات وانسكبت العبرات، وكم اقترفت الجوارح ما لا يطيقه القلب وكم زيّن الشيطان وسوّلت النفس، وكم ضاقت عليك الأرض بما رحبت ساعةَ الذّنب ولكنك تدري، ألا ملجأ من الله إلا إليه، وأنه مأوى الحزانى وأمانُ الخائفين وملاذ التائبين، يقيل العثرات ويمحو العبرات ويحبّ العائدين إيّاك أن تجعل معصيتك تخرم علاقتك بالله عز وجل، بل اجعلها وسيلةً لتتمسّك به أكثر فأكثر كيف يكون ذلك؟ بأن تهرب إليه ولا تركن إلى نفسك ولا تستسلم لشيطانك، فكلما أكثرت من الرجوع إليه وجرّتك المعصية للتوبة ثم الطاعة، كلما أحبّك الله! وإن أحبّك وقاك السيئات، وأعانك على التقرّب إليه ووفقك للهداية وفتح لك طريقه، لأنه رآك منكسرًا مفتقرًا إليه، تناجيه بيقين أي ربّ، عصيتك ولكني أحبك وليس لي أحد غيرك أي رب، من سواك يرحمني ويهديني ويجبرني؟ أي رب، تعلم ما أخفي وما أعلن والغيب عندك شهادة هذا الذنب الذي سترته عن أعين الناس، رأيته مني فسترتني ولم تفضحني، فاغفرلي واعصمني من العودة إليه فإن لم أستحي منك فممن أستحي؟ يا صاحبي، كم من عبدٍ مذنبٍ قام لله ركعتين متذللًا تائبًا، قلبت موازين حياته من عصيان إلى استقامة كم من قلبٍ آلمته حرقة الذنب وأوجعه البعد عن الرب، فجازاه بأن حبب إليه الإيمان وزيّنه في قلبه! كم من نفسٍ أتعبتها خطى الجسد إلى الشهوات فأبدل الله هذه الخطى إلى المساجد وحلق الذكر! كم من عينٍ تفسحت في الصور والمرئيات، فبكت من خشية الله ليلةً فكان الله لصاحبها بصره الذي يبصر به! وكم من أذنٍ سمعت ما لا يرضي الله، ثم رقّت وحنّت لسماع كلامه، فكان الله لصاحبها سمعه الذي يسمع به يا صاحبي قم لله وعُد إليه، فإني سمعته يقول: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم)
-
Ahmed Mohmedاحب القراءه كثيرا و اكتب قليلا أعمل بعملي وأغض الطرف عن ذللي ينفعك نصحي ولا يضرك تقصيري