صباحُ الخير..
إيّاكَ والظنَّ بأنّ سبيلَكَ سيكونُ مُمهّداً دائماً، هذا جنونٌ صرفٌ، إلّا إنْ كنتَ تخالُ نفسَكَ في الفردوسِ الأعلى من الجنّة..
ستتعثر لا ريب. هناكَ الكثيرُ من الحجارة ستحاوِلُ جاهدةً أنْ تُزِلّ قدمَكَ، هناكَ حجارةٌ على هيئة مرضٍ، وأخرى على هيئةِ قدَرٍ، وثالثةٌ على هيئةِ آدميين، ورابعةٌ على هيئةِ تعبٍ وقنوط وبُكاءٍ مريرٍ وفقدٍ لشهيّةِ السيرِ..
ستتعثرُ بها كلِّها في طريقِكَ، ستخالُ أحدَها قصراً مشيداً وحصناً حصيناً يمكنُ أنْ تأوي إليه وتستكين، لعلّكَ تصيبُ سهماً من رّاحةٍ عاجلةٍ، ولكنّكَ ستعرِفُ عمّا قريبٍ أنّها لم تكنْ سوى حجر عثرةٍ آخر. كلُّ هذا لا يجبُ أنْ يعنيكَ في شيء، ما يعنيكَ فقط، هو أنْ تتجاوزَ هذه الحجارةَ كُلّها وتستمرّ في السّيرِ والنظرِ إلى الأمامِ فقط، وأنْ لا تلتفِتْ، فوحدُه حجرُ الموتِ هو الذي سيضعُ حداً أبديّاً لمسيرِكَ..
تذكّر دائماً أنّ أعظمَ مصائبِكَ في الحياةِ يمكنُ أنْ تكونَ رفاهيّةً خالصةً لشخصٍ آخر فوق هذا الكوكب.. وكم ستبدو أحمقاً لو أنّكَ سقطتَ لمجرّدِ أنَّ حجراً قد عرقلَ مسيرَكَ، ووقفَ في وجهِ قدمِكَ!!
***
للمرة الثالثة
"لا تقبلوا بالقبحِ يا أهلي
مكافأةً على الصّبرِ الجميل"