إلى كل من شرب من ماء النيل الممزوج بماء نهر الأتبراوي الكاسح.
إلى كل من قَرَش حلاوة مولد في ميدان المولد، و حلاوة سمسمية و عروس المولد المسكونة بنمل السكر الماكن.
إلى كل من أكل فول مطاعم عطبرة المصلح بالثريني ..
إلى كل من تمسح في عامل من عمال عطبرة و في أبروله المضمخ بزيت القطارات.
إلى كل من وقف في محطة عطبرة مودعا أو مستقبلا.
أن تكون من أبناء عطبرة ، هو إحساس بالإنتماء إلى جيل النضال.
أن تعيش في أي حى من أحياء أتبرة ، فهو شعور بأنك تتحدث بكل لهجات السودان.
حلفاويين ، و سكوت و محس و دناقلة و شوايقة و رباطاب و جعليين و تعايشة و نوبة و فور و جنوبيين و بجا.
فتحنا أعيننا على هذا الزخم المعجون بحب المدينة الوطن.
تستقبل القطارات منذ أن كانت القطارات تنفث دخانها ، من الجنوب و الشمال و الشرق ، و ترتاح على صدرها ، لتنفثه مرة أخرى منطلقة في كل الإتجاهات. توقيت تضبط به ساعة يدك ، و نظافة يندر أن نجدها الآن.
تستقبل نسمات الفجر الأولى بصفارات نداءها للعمال ، الذين يأتون من فجاجها العميقة على ( عجلاتهم ) ماركة ( الرالي ) من دكان الطير الأبيض و المشتراة بالتقسيط المريح. فتبتلعهم ورشة المرمة و العمرة في جوفها ، يعملون في تناغم و صمت لا يرفعون روؤسهم حتى إنطلاقة الصفارة التي تؤذن بإنتهاء العمل ، فيخرجون منطلقين في إتجاهات المدينة ، ثم تهدأ المدينة ، و تعاود زخمها مع العصريات ، فتمتليء ميادين الدافوري و كرة الشراب ، و تمتليء ميادين الأميرية و عطبرة الحكومية ، و يلعلع الراديو في نادي الأمل و الشاطيء و الأمير و النسر . و في المساء ، تنساب عبر المايكروفونات أصوات حسن خليفة العطبراوي و فرقة دانا ، و أحيانا تحملها الرياح بعيدة ، لتأتيك أصوات المدائح و النوبة .
ويطول الحديث عن عشقي اتبرا وللحكاية بقية.....
*بقلم .احمد كمال بيرم