و حتى عندما نساءل ذواتنا حول ثمتلاتها للآخرين و للأشياء ، نعجز عن تقديم اجابات واضحة و منطقية ، ففي الكثير من الأحيان ، يصعب علينا تصديق ما نسمعه أو ما نراه ، ما نؤمن به هو فقط الإحساس الذي ينتابنا تجاه شيء ما ، او شخص ما و بالتالي فإن الإدراك المتوازن لما يدور حولنا يبقى رهينا بما اختبرناه من تجارب أو ما نتطلع اليه ، و هذا كاف لجعلنا ندور و سط حلقة مفرغة ، تتأرجح بين الماضي و المستقبل، ويغيب معها الحاضر .
بمعنى اخر ، ان أي محاولة لفهم سيرورة الحياة انطلاقا من مبدأ الرجوع إلى الماضي ستنتهي بالفشل و التيه ، و غالبا ما ستسقطنا في فخ النزعة الذاتية ، و سنجد أنفسنا أمام مجموعة من التبريرات الواهية و الأنانية ،
و بذلك سيبقى هذا الفهم منقوصا و مشوها ومحصورا في حدود حاضرنا. و باعتبارنا كائنات تتطلع إلى المستقبل ، (الإنسان مشروع ...) سيزيد الأمر تعقيدا .
ان كل أولئك الذين يحاولون محاكمة حاضرهم في محاكم الماضي ،او بناء مستقبلهم انطلاقا من الحاضر سيفشلون.