لكي نتعلم قليلا لا بد أن نصمت كثيرا ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لكي نتعلم قليلا لا بد أن نصمت كثيرا !

الصمت في سنن الأدب وطلب العلم.

  نشر في 11 يوليوز 2022 .




من وجهة نظري ،إن عملية التعليم والتعلم هي أكثر عملية تستحق إعادة النظر فيها وتوجيه جميع الرؤى والأنظار حولها، إنها مسؤولية ثنائية يتقاسمها المعلم والمتعلم وتؤطرها رؤى وتوجهات مؤسساتية وحكومية.

وبحكم أنني عنصر يعيش القطب الثاني من هذه العملية، ولم أعش تجربة التعليم كما ينبغي -وتماشيا مع فكرة الصمت في حضرة أشياء لا نعرف عنها إلا النزر اليسير- فإنني أترك الحديث  والنقاش فيها لذوي الخبرة والتجربة الراغبين في إغناء هذا الحوار ، وإن كنت لأعطي رأيي وان كان لا يزن مثقال ذرة أمام الواقع المعاش، فإنني  أرى أن التعليم إن لم يكن قادرا على إحياء غريزة الدهشة وقلق السؤال في نفوس المتعلمين ، وإن كان سيكون فقط سبيلا للحشو المعلوماتي والاجترار المعرفي، فإننا لا يمكننا الحديث عن هذا المفهوم، لأن الحديث فيه بهذه التجليات يبقى وشوشات لا معنى لها.

لأن عملية التعليم ليس لها أكثر من توجه أورؤية، فإما أن تكون ولادة للدهشة المعرفية، أو إقبارا للإبداع وبابا للاجترار والحشو.

إن التفكير في قضية التعليم ككل  يستوجب التفكير أكثر في قضية التعلم، لأن نجاح الأولى رهين بنجاح تلك الأخيرة. قد اكون غير أهل لللإلمام بجميع عراقيل عملية التعلم وطرق تجويدها.

إلا أنني ومن تجربتي المتواضعة وبحكم احتكاكي مع الطلبة اجد أن أكبر عائق يعيق سيرورة هذه العملية هو تضخم الأنا وادعاء المعرفة، ولعلني أجد هذا آفة خطيرة أصبحت تنتشر ليس فقط في صفوف الطلبة وإنما في جميع أوساط المجتمع. 

طالب اليوم لا يعني مفهوم {طالب} ، ولا يعي أن العلم شيء مطلوب ولا يولد مع الإنسان، وأن المعلومة لا تنزل من السماء بل هو المسؤول عن تكبد عناء التحصل عليها.

إن هذا الظمأ المعرفي الذي يحدثنا عنه عبد الكريم بكار في كتابه (تكوين المفكر) هو ما نحتاجه اليوم لدى المتعلم ليجعله غاية سامية ومنشودة من تعلمه .

(من قتل الظمأ المعرفي فينا؟) هذا هو السؤال الأهم، ان الإجابة عليه لا تستدعي التفكير كثيرا ، ان هذا العلم السائل الذي أنتجته لنا مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي استخف بالمفاهيم وشوه المفهوم الأساس (مفهوم طلب العلم ) ، فتجد الطالب يدعي أنه يملك المعرفة وهو لا يكلف نفسه عناء البحث والتعلم، بل الادهى والأمر أنه يتبجج بعلمه اينما حل وارتحل .

اليوم، الكل يتحدث في الكل، الجميع يعرف ويناقش كل شيء، الكل عالم، الكل عارف ... في حين أننا لا نفقه شيئا ! وبالتالي نساهم في افراغ عملية التعلم من مفهومها ونفقدها قيمتها الحقيقة.

فلنصمت قليلا ان كنا نريد ان نتعلم كثيرا !

إن الإحصائيات والأرقام دائما ما ترعبنا في هذا الصدد، إننا للأسف نعيش هوة معرفية سحيقة لا زلنا نتخبط في معرفة أسبابها، تستدعي أكثر من سؤال: كيف وصلنا إلى هنا؟ كيف أصبحنا نعيش هذا اللامعنى والغياب الهوياتي في عصر العلم والمعرفة ؟

وأسئلة أخرى  تستدعي من الصمت أكثر من الكلام  للتفكير فيها .


  • 2

   نشر في 11 يوليوز 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا