عناقيد ٌمن ظلهنَّ ترتوي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عناقيد ٌمن ظلهنَّ ترتوي

  نشر في 06 نونبر 2017 .

نحنُ الممزوجاتِ برائحةِ الفجر بعد ليلة ممطرة ، وأشياءٌ أكثر دهّشةٍ ، نعلو مع النسيم في كلِ صباح ويحملنا هواءٌ إلى حيثُ موطن الروح فيثور في جوّفنا ذاكَ الفراغ الأزلي ..

نحنُ اللواتي يغفو على كفّنا العصفور بأمانٍ ونرمي حباتٍ من طعامنا عمّداً ليفرحَ النملُ وتدخل الدهشّة قلبه ..

نحنُ الراكضات مع الزمن ، والزمان يبيعُ أقدارنا من دونِ ثمن

مهورنا لا تتعدى نقطةَ حبٌ لا نراه في عينِ هذا العالم

نحنُ عارفاتِ الخداع ، كاشفاتِ القناع واقفاتٍ على أبراجٍ من الهيبةَ والحياء

جالساتٍ نتأمل الزهّر بالعينِ فيزهّرُ الصدى من حوِلنا و يتولد بين مُقلتيّنا حنينٌ سرمدي

عميقاتٍ نسيرُ على الدربِ نحنُ ونزرع إينما شئنا سنابل لغدٍ جديد . مربياتٍ في جوفِ اليأس أملٌ راصفات الأحلام بإنتظار الفجر حاصدات من العيونِ جمالٌ تضج به الأرض

نحنُ اللواتي نربي جدائلنا ونظفرُ الأيامَ كالشعر خصلةٍ فوق خصلة جمالٍ فوق جمال نجمةٍ فوق نجمة تزّين هذه السماء وتضيءُ به الليل

ويرى الظّل أننا قِطع من الجنةِ قد أهداها الربِ لتكون سبباً في جمالِ الأرض وتكون سبباً في البسمةََ على شفاه الرجال

نحنُ اللواتي تُصنَع من أوجاعنا الثورة وتلبس رداءها الجديد دَمنّا منثور على ثغرِ الفراش يرتوي منا و يبتسم ثم يطير في سماءٍ أخرى كالنسيم فوق هذا الرحيق فتأخذهُ الريح للأعلى و أعلى ...

لنصنعَ لوحتنا من ثنايا العمر و يكّبرُ غصن الزيتون فوق أيدينا وله منا حبرِ كلماتنا و عرقنا النابض ُو لوننا الباقي ولنا فيه سلامٌ أبدي

نحنُ ألحان الأغاني الوطنية وأوتار الكمنجاتِ الرتيبة وحكاية لكاتب يروي أخر قصة حبّ له في أخرِ الليل فتفوح أزهار أوراقه ..

نحنُ ثياب الملائكةِ المطّرزة بخيالٍ عذب نَنسجُ من هذا الصباح خيطاً ونبري أحلامنا ثم نُخيطُ سَقفها فيمتدُ جسراً بين الأضلعِ يوصل حدود الوطن

نحنُ اللواتي يتجمع الدمعِ في عيوننا عبثاً ويأبى السقوط

صابراتٌ نطعمُ الريح من لحِمنا ثم نودعهُ ونكتبُ الصراخ بحرفٍ مبتسم

باقيات نملأ الكون سلاماً ونغني للبنفسج لِنحيى من جديد

عراقياتِ لنا في العينِ ألف حكاية سومرية ، جارات النوارس نلمس دفء النهداتِ فوق دجلةَ ، نحنُ الحبيباتِ المضيئاتِ في كوخنا المظلم نحنُ اشجار الرمّانِ الأحمر وحَبةٌ تشفي جراح القلب

دمشقياتِ يسيرُ خلفنا الياسمين وتظمُ أوراق التوليب ذاكَ الكبرياءُ المُصطنع ،

فلسطينيات نستنهضُ العزم من عينِ هذا الزمان المتّعب

نحنُ رفيقاتٍ للقمر ، ساهراتٍ على ظلال النجم

نرقبُ لمعةَ عين النساء حين تُغرق في الحب ِ

نحنُ اللواتي ألفنا الغربةَ وحَفظنا أرصفة الوحشة والصقيع وأتقنا أبجدية العزلةَ والنسيان

فنحنُ الأبديّاتِ ، نستوطن في لب القلب

رقيقات في هذا الهواء الخفيف ، نَبتلُ بالمطرِ ثم نحلم من جديد بفجرٍ جديد بعمرٍ جديد وحكاية جديدة تسدلُ الأمسِ و ترقبُ الغد


  • 4

  • سرى كريم
    الكتابة هي الحيزُ الذي أرمي فيه ذاكرتي لا أنتمي لأحد سوى ذاتي و فكرتي و مسؤولة عن كل ما أقول .
   نشر في 06 نونبر 2017 .

التعليقات

أمينة ساقي منذ 6 سنة
حقا يا أستاذتي مقالك رائع ...قد قرأته أكثر من مرة من شدة اعجابي بكلماته الساحرة و الحساسة موفقة باذن الله
1
راوية وادي منذ 6 سنة
عزيزتي سرى كريم كلماتك من الرقة و الجمال لكأني أحسست بالكلمات تجري في عروقي و لامست أوتار قلبي بصدقها و جمالها و كمالها. وصف موفق و مبدع للغاية. سلمت يداك.
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا