مراحل التكوين النفسي السليم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مراحل التكوين النفسي السليم

لا يكاد الطفل أن يتم السابعة من عمره إلا وقد تم إلحاقه باحد مراكز التعليم الأساسي، حتى يقضي ما بقى من طفولته ومراهقته فى مراحل التعليم المختلفة كثور لاه فى برسيمه، متجاهلين تماما مراحل تطوره النفسي، مما يدع مجالا واسعا لتشوهات بالغة فى الشخصية، يصعب علاجها في مراحل متقدمة من حياته.

  نشر في 06 يوليوز 2019 .

لا يكاد الطفل أن يتم السابعة من عمره إلا وقد تم إلحاقه باحد مراكز التعليم الأساسي، حتى يقضي ما بقى من طفولته ومراهقته فى مراحل التعليم المختلفة كثور لاه فى برسيمه، متجاهلين تماما مراحل تطوره النفسي، مما يدع مجالا واسعا لتشوهات بالغة فى الشخصية، يصعب علاجها في مراحل متقدمة من حياته.

تفسر نظرية النمو النفسي الإجتماعي نمو الشخصية عن طريق ثماني مراحل مختلفة، تبدأ بمجرد وصولنا لهذا العالم، وتتكون كل مرحلة من أزمة نفسية يمر بها الشخص، ويعد إتمام كل مرحلة بنجاح هو لبنة صلبة فى بناء الشخصية، بالمقابل فعدم إتمام المرحلة بنجاح يؤدي لعواقب وخيمة، كتدهور الصحة النفسية.

بمجرد وصولنا لهذا العالم، وتعرض أعيوننا الرقيقة للنور، تبدأ أولى أزماتنا، أزمة الثقة، هى أول مرحلة نمر بها من مراحل نمونا النفسي، تبدأ منذ الولادة وحتى الشهر الثامن عشر، حيث نكون فى هذه المرحلة ضعفاء ومعتمدين كليا على من يرعانا، فإذا كانت الرعايا المقدمة لنا ثابتة وموثوقة ويمكن الإعتماد عليها، فسوف يطور هذا شعورا من الثقة، وسيتيح هذا الشعور للطفل بأن يشعر بالأمان حتى فى حالة تعرضه للتهديد.

فى المقابل إذا كانت الرعاية المقدمة للطفل غير ثابتة ولا يمكن الإعتماد عليها، فسيطور الطفل إحساسا بعدم الثقة والريبة والقلق، وفي هذه الحالة الطفل لن يشعر بالثقة في العالم حوله ولا بالثقة فى قدرته على تغيير الاحداث التي تدور حوله.

النجاح فى هذه المرحلة يؤدى لفضيلة الأمل، عند تطور حس الثقة، سيشعر الطفل بأن هناك إمكانية أن أحدا سوف يساعده عند مروره بأى مشكلة، وبالمقابل الفشل سيؤدي لتطور الشعور بالخوف.

تتوالى المراحل الواحدة تلو الأخرى، يأتي دور مرحلة الحكم الذاتي أو الخجل والشك، تحدث هذه المرحلة بين عمر ثماني عشر شهرا و 3 اعوام، حيث يبدأ الأطفال بتطوير تحكم ذاتي تجاه النشاطات الجسدية وحس الإستقلالية.

النجاح في هذه المرحلة يؤدي لفضيلة الإرادة، إذا تم تشجيع الاطفال فى هذه المرحلة على زيادة إستقلاليتهم، سيكونون أكثر قابلية للنجاة وحدهم فى هذا العالم.

إذا قوبل الأطفال بالسخرية، أو بالتحكم المفرط، سيشعرون بانهم ليس بإمكانهم ان ينجوا فى هذا العالم وحدهم، ويصبحوا أكثر إعتمادا على الاخرين، وبعدم إحترام الذات وبالشك دائما في قدراتهم.

ثم يأتي دور مرحلة المبادرة مقابل الشعور بالذنب، وتكون هذه المرحلة من عمر ثلاث سنوات إلى الخمس سنوات، يبدأ فيها الطفل بالتعامل مع أقرانه فى الروضة، والنواة الأساسية لهذه المرحلة هو اللعب، حيث أنه يتيح للأطفل أن يستكشفوا حدود تفاعلهم مع العالم المحيط بهم، ويبدأ الطفل بطرح الكثير والكثير من الاسئلة النابعة من عطشه للمعرفة، إذا تم إعتبار أسئلة الطفل تافهة او غير مهمة أو محرجة، سينمو عند الطفل شعور بالذنب لشعوره بكونه مزعج.

ويأتى دور أزمة المثابرة أو الجد وعقدة النقص، وتكون هذه المرحلة بين عمر الخامسة والثانية عشر، يبدأ الطفل في هذه الأعوام بالكتابة والقراءة ، يبدأ بعمل الكثير من الأشياء وحده،ومن المهم ذكر أن عند هذه المرحلة يبدأ إحتياج الطفل لتقدير الاخرين له بشك كبير، وينمو لديه حس المنافسة، لشعور الطفل بالحاجة للإنجاز،عند مرور هذه المرحلة بنجاح، ينموا عند الطفل فضيلة الكفاءة وبالمقابل عند فشلها تنموا مشاعر النقص.

وها قد أتى دور المرحلة التى يتذكر أغلبنا مروره فيها، المرحلة التي نعيد فيها تشكيل معتقدات زرعت في أذهاننا، ومعرفة ما يصلح وما لا يصلح لزماننا، مرحلة أزمة الهوية مقابل الفشل في فهم دور الفرد في الحياة، مرحلة المراهقة، حين يبدأ الطفل بالإستقلال فكريا عمن حوله، ويبدأ فى التفكير حول مستقبله الوظيفي والعاطفي والعائلي، توصف بأنها المرحلة التي يتم فيها أكبر قدر من التطور، يبدأ المراهق في البحث عن معتقداته وقيمه وأهدافه، فالمراهق الذي يفشل في هذه المرحلة سيعانى من عدم فهم دوره فى الحياة.

أزمة الألفة والحميمية مقابل العزلة، تبدأ هذه المرحلة من عمر الثامنة عشر وحتى الأربعين، بعد تكوين هوية الفرد، يبدأ في إتخاذ هذا القرار الصعب، وهو هل يكون علاقات ويشارك حياته مع الاخرين ويبدأ فى البحث عن شريك حياته، أم هل يكون خوفا من الإلتزام، النجاح في هذه المرحلة يؤدى إلى فضيلة الحب ومن ثم إلى السعادة، وبالمقابل يؤدي الفشل فيها إلى العزلة وأحيانا إلى الإكتئاب.

أزمة الإنتاجية مقابل الركود والكسل، تبدأ من عمر الأربعون إلى الخامسة والستين، ترتبط هذه المرحلة بترك بصمة فى المجتمع والعالم من خلال فعل شيء يدوم ما بعد حياة الفرد، تتنوع النشاطات فى مثل هذه الفترة، ما بين تربية الأطفال أو أن تكون منتجا فى العمل أو أن تشعر بكونك جزء من صورة أكبر، النجاح فى هذه الفترة يؤدي لفضيلة أن يشعر المرء أنه مفيد وبشعور الإنجاز، الفشل فى هذه المرحلة يؤدي إلى الإحساس بعدم المشاركة في هذا العالم.

أزمة تكامل الشخصية مقابل اليأس، تبدأ من عمر الخامسة والستين حتى نفنى فى العدم، يبدأ الفرد فى مراجعة حياته والنظر بعين المتفحص لكل ما تم إنجازه فى الفترة السابقة، تمر المرحلة بنجاح إذا شعر الفرد بكون حياته كانت مرضية بالنسبة له، وعند مرورها بنجاح يحظى الفرد بفضيلة الحكمة.



   نشر في 06 يوليوز 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا